للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن عبد البر: كان زيد هذا قد أصابه سباء في الجاهلية فاشتراه حكيم بن حزام في سوق حباشة، وهي: سوق بناحية مكة كانت مجمعًا للعرب يتسوقون بها في كل سنة، اشتراه حكيم لخديجة بنت خويلد فوهبته خديجة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتبناه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكة قبل النبوة، وطاف به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين تبناه على حلق قريش يقول: "هذا ابني وارثًا وموروثا".

يشهدهم على ذلك. هذا كله معنى قول مصعب والزبير بن بكار وابن الكلبي وغيرهم

قال عبد الله بن عمر - رضي الله عنه -: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزلت: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ}. ولما أسر خرج أبوه يطلبه وكان يقول:

بكيت على زيد ولم أدر ما فعل ... أحي فيرجى أم أتى دونه الأجل

فوالله ما أدري وإن كنت سائلًا ... أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل

فيا ليت شعري هل لك الدهر رجعة ... فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل

تذكرنيه الشمس عند طلوعها ... وتعرض ذكراه إذا قارب الطفل

وإن هبت الأرواح هيجن ذكره .... فيا طول ما حزني عليه ويا وجل

سأعمل نص العيس في الأرض جاهدًا .... ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل

حياتي أو تأتي علي منيتي .... وكل امرئ فان وإن غره الأجل

سأوصي به عمزا وقيسًا .... كليهما وأوصى يزيد ثم من بعده جبل

يعنى جبلة بن حارثة أخا زيد وكان أكبر من زبد ويعني يزيد أخا زيد لأمه وهو يزيد بن كعب بن شراحيل. فحج ناس من كلب فرأوا زيدًا فعرفهم وعرفوه فقال لهم: أبلغوا عني أهلي هذه الأبيات؟ فإني أعلم أنهم قد جزعوا علي فقال:

أحن إلى قومي وإن كنت نائيًا ... فإني قعيد البيت عند المشاعر

فكفوا من الوجد الذي قد شجاكم ... ولا تعملوا في الأرض نص الأباعر

فإني بحمد الله في خير أسرة ... كرام معد كابرًا بعد كابر

<<  <  ج: ص:  >  >>