(١٦) المسيح عليه السلام يكتم حقيقة أمره في أول الدعوة: خوفًا من شر اليهود، ويأمر أتباعه أيضًا أن لا يُظهِروا أمره، بل يكتموا إيمانهم ويكتموا المعجزات التي يرونها اتقاءً من شر اليهود، كما أن المسيح نفسه يفر من اليهود ويتوارى عن أنظارهم هربا من شرّهم:
د- "وَكَانَ يَسُوعُ يَتَرَدَّدُ بَعْدَ هذَا فِي الجلِيلِ، لأَنَّهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَتَرَدَّدَ فِي الْيَهُودِيَّةِ لأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ."(يوحنا: ٧/ ١). قلت: ومن البديهي أنه لو كان إلها؛ لما خاف من أحد ولوجَّه أبصار وأذهان اليهود بعيدًا عنه، ولما احتاج للتواري عن أنظارهم.
(١٧) وتعرض للطم والشتم "ولما قال هذا، لطم يسوع واحد من الخدام كان واقفا"(يوحنا ٢٢/ ١٨)، فلم يستطع أن يدفع عن نفسه إلا بالكلام، لأنه كان موثقا "قبضوا على يسوع وأوثقوه"(يوحنا ٨/ ١٢).
(١٨) بل وتزعم الأناجيل أنه مات، فهل الرب يموت؟ "فصرخ يسوع بصوت عظيم، وأسلم الروح"(مرقس ١٥/ ٣٧). ولا يجد الأسقف ترتليان (ق ٣) ما يدفع به هذه