للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطيبًا من العشي فقال: "أو كلما انطلقنا غزاة في سبيل الله تخلف رجل في عيالنا له نبيب كنبيب التيس، على أن لا أوتى برجل فعل ذلك إلا نكلت به. قال: فما استغفر له ولا سبه". (١)

٦ - عن سليمان بن بريدة، عن أبيه قال: جاء ماعز بن مالك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، طهرني، فقال: "ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه". قال: فرجع غير بعيد ثم جاء فقال: يا رسول الله طهرني فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ويحك ارجع فاستغفر الله وتب إليه". قال: فرجع غير بعيد ثم جاء، فقال: يا رسول الله طهرني. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: مثل ذلك حتى إذا كانت الرابعة قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فيم أطهرك؟ " فقال: من الزنا فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أبه جنون؟ " فأخبر أنه ليس بمجنون. فقال: أشرب خمرا؟ فقام رجل فاستنكهه فلم يجد منه ريح خمر قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أزنيت"؟ فقال: نعم فأمر به فرجم". فكان الناس فيه فرقتين، قائل يقول: لقد هلك؛ لقد أحاطت به خطيئته، وقائل يقول: ما توبة أفضل من توبة ماعز؛ أنه جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضع يده في يده؛ ثم قال: اقتلني بالحجارة. قال: فلبثوا بذلك يومين، أو ثلاثة. ثم جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهم جلوس؛ فسلم؛ ثم جلس، فقال: "استغفروا لماعز بن مالك قال: فقالوا: غفر الله لماعز بن مالك؛ قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم قال: ثم جاءته امرأة من غامد من الأزد، فقالت: يا رسول الله طهرني، فقال: "ويحك ارجعي فاستغفري الله وتوبي إليه". فقالت: أراك تريد أن ترددني كما رددت ماعز بن مالك قال: "وما ذاك؟ " قالت: إنها حبلى من الزنى فقال: "آنت؟ " قالت: نعم. فقال لها: "حتى تضعي ما في بطنك" قال: فكفلها رجل من الأنصار حتى وضعت. قال: فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: قد وضعت الغامدية فقال: "إذا لا نرجمها وندع لها ولدها صغيرًا" ليس له من يرضعه. فقام رجل من الأنصار فقال: إلي رضاعه يا نبي الله. قال: فرجمها" (٢).


(١) مسلم (١٦٩٤).
(٢) مسلم (١٦٩٥) عن علقمة بن مرثد، عن عبد الله بن بريدة به. =

<<  <  ج: ص:  >  >>