١ - إما هي ترجمة احتمالية مرجوحة للنص اليوناني الأصلي، الذي يمكن -كما تشير الحواشي والترجمات المختلفة- أن يترجم بصورة أخرى، تبعا للتغيُّر المحتمل للموضع، المشكوك به، للفاصلة أو النقطة في النص الأصلي، مما يجعل العبارة تتغير تغيرا تاما من نص على إلهية المسيح إلى كلام عن إلهية الله تعالى الآب! ٢ - أو هي عبارات مجازية، من الخطأ فهمها على معناها الحرفي الظاهر، وذلك بدلالة سياق الكلام، وبدلالة القرائن الأخرى، كملاحظة موارد استعمال بولس لنفس هذه الألفاظ في الواضع الأخرى من رسائله، مما يبين أن المراد الحقيقي لبولس من هذه الألفاظ هو معنى مجازي استعاري وليس المعنى الحرفي. ٣ - أو هي عبارة تتضمن وصف المسيح بلفظة مشتركة، مثل لفظة: "الربّ"، التي أحد معانيها هو الله، لكن لها معنى آخر هو: السيد، مع وجود قرائن تؤكد أن بولس يريد منها هذا المعنى الثاني غير التأليهي. وبالتالي اتضح لي لدى التحقيق، أنه لا توجد في رسائل بولس، أي عبارة أو نص صريح قاطع في تأليهه للمسيح، بمعنى اعتباره الله تعالى نفسه الذي تجسد ونزل لعالم الدنيا، بل على العكس، نجد في رسائل بولس، نصوص واضحة ومحكمة لا تحتمل أي تأويل، تؤكد أن عقيدة الرجل كانت توحيدية محضة، حيث يؤكد على تفرّد الله تعالى (الآب) بالإلهية والربوبية والخالقية واستحقاق العبادة، وأنه وحده الإله الخالق الحكيم القدير بذاته، الذي لم يُرَ ولا يُرَى، الذي أبدع المخلوقات لوحده وأوجد جميع الكائنات بمن فيهم المسيح نفسه، الذي يعتبره بولس بكر كل خليقة، أي أول مخلوقات الله عز وجل، ويصرح بولس: بأن الله تعالى إله المسيح وسيده. نعم يعتقد بولس أن الله تعالى، خلق بالمسيح وفيه سائر الكائنات، أي ينظر للمسيح بمنظار اللوجوس في الفلسفة الأفلوطينية الحديثة التي ترى -حسب نظرية الفيض- أن اللوجوس (العقل الكلي) هو أول ما فاض عن المبدأ الأول (الله) وبه وفيه وجدت سائر الكائنات، فبولس يرى أن المسيح هو ذلك الكائن الروحي الوسيط الذي فاض عن الله وبه وفيه خلق الله سائر الكائنات، واتخذه الله ابنًا حبيبًا وجعله الواسطة بينه وبين خلقه، ثم صيره في آخر الزمن، في الميعاد المقرر أزلًا، إنسانًا بشرًا، وأرسله لخلاص بني =