للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَقَالَ شَاوُلُ لِحَامِلِ سِلاحِهِ: "اسْتَلَّ سَيْفَكَ وَاطْعَنِّي بِهِ لِئَلَّا يَأْتِيَ هَؤُلاءِ الْغُلْفُ وَيَطْعَنُونِي وَيُقَبِّحُونِي". فَلَمْ يَشَأْ حَامِلُ سِلاحِهِ لأَنَّهُ خَافَ جدًّا. فَأَخَذَ شَاوُلُ السَّيْفَ وَسَقَطَ عَلَيْهِ. (٥) وَلمَّا رَأَى حَامِلُ سِلاحِهِ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ شَاوُلُ، سَقَطَ هُوَ أَيْضًا عَلَى سَيْفِهِ وَمَاتَ مَعَهُ. (٦) فَمَاتَ شَاوُلُ وَبَنُوهُ الثَّلاثَةُ وَحَامِلُ سِلاحِهِ وَجَمِيعُ رِجَالِهِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مَعًا).

وهذا النص من الكتاب المقدس يثبت انتحار شاول وقتلِه نفسه حتى لا يقتلوه.

وإليك أيضًا ما ذكر في تفسير هذا النص من كتاب "التفسير التطبيقي للكتاب المقدس") سفر صموئيل الأول ٣٠، ٣١، ٤، ٣: ٣١).

"وكان للفلسطينيين شهرة واسعة في تعذيب أسراهم، ولا شك في أن شاول كان يعرف مصير شمشون (قض ١٦: ١٨ - ٣١) ولم يشأ أن يعرض نفسه للتشويه الجسماني أو غير ذلك من وجوه التعذيب، فعندما رفض حامل سلاحه أن يقتله، قضى هو على حياته بيده".

ثم ذكروا بعد ذلك كلامًا يصفون فيه شاول هذا بكل نقيصة وأنه كان شريرًا خبيث النفس ومثل هذه الأوصاف الدنيئة التي يتنزه عنها أقل الناس فضلًا عن أن يكون ملكًا.

ثم ذكروا كلامًا أيضًا عن حامل سلاحه فقالوا "واجه حامل سلاح شاول مشكلة أدبية هل ينفذ أمرًا خاطئًا صادرًا له هذا السلطان؟ كان يعرف أن عليه أن يطيع سيده الملك، ولكنه كان يعرف أيضًا أن القتل خطية وهناك فرق بين تنفيذ أمر لا توافق عليه، وتنفيذ أمر تعلم أنه خطأ، فليس من الحق أو من الأخلاق إطلاقًا أن تقوم بعمل خطأ مهما كان الذي يصدر الأمر ومهما كانت عواقب العصيان، فما الذي يحدد اختيارك عندما تواجه مشكلة أدبية؟ لتكن لك الشجاعة في أن تتبع شريعة الله فوق كل الأوامر البشرية".

وهذا تفسير النص الذي سقناه يدل على ثبوت انتحار شاول وقتله نفسه. فيا ترى هل خفي عليهم هذا النص أم أنهم لا يعرفون أنه في كتابهم المقدس أم سينكرونه إذا لزم الأمر.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>