كتاب موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

٣٨ - شبهة: موت النبي - صلى الله عليه وسلم - بالسم. - الوجه الرابع: جمع الله له بين الحسنيين. - ج: 8 - ص: 571

حقدها إلى تشويه الخصم بما يعيب، وبما لا يعيب، واتهامه بما لا يصلح أن يكون تهمة، حتى إنك لترى من يعيب إنسانًا مثلًا بأن عينيه واسعتان أو أنه أبيض اللون طويل القامة، أو مثلًا قد أصيب بالحمى ومات بها، أو أن فلانًا من الناس قد ضربه وأسال دمه؛ فهذا كأن تعيب الورد بأن لونه أحمر مثلًا؛ وغير ذلك مما يستهجنه العقلاء ويرفضونه ويرونه إفلاسًا وعجزًا. (١)

قال ابن سعد -رحمه الله- بعد ما سم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

وعاش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك ثلاث سنين حتى كان وجعه الذي قبض فيه جعل يقول في مرضه: "ما زلت أجد من الأكلة التي أكلتها يوم خيبر عدادًا حتى كان هذا أوان انقطاع أبهري"، وهو عرق في الظهر، وتوفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهيدًا، صلوات الله عليه ورحمته وبركاته ورضوانه. (٢)

وأليس موته - صلى الله عليه وسلم - متأثرًا بهذا السم بعد سنوات فيه رفع درجاته.

فعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ عِظَمَ الجْزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ وَإِنَّ الله إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ". (٣)

* * *

---

(١) حقائق الإسلام في مواجهة شبهات المشككين (٣٥١).
(٢) الطبقات الكبرى (٢/ ١٥٦).
(٣) الترمذي (٢٣٩٦)، ابن ماجه (٤٠٣١)، وحسن سنده الألباني في الصحيحة (١٤٦).