للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتقي إلى ما لا يليق به، فقد أخرج الغضب قومًا من خيار هذه الأمة بحضرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مالا يشك أحد من الصحابة أنها منهم زلة إلى آخر كلامه في ذلك.

٧٥ - ويؤخذ من سياق عائشة رضي الله عنها جميع قصتها المشتملة على براءتها بيان ما أجمل في الكتاب والسنة لسياق أسباب ذلك وتسمية من يعرف من أصحاب القصص لما في ضمن ذلك من الفوائد الأحكامية والآدابية وغير ذلك، وبذلك يعرف قصور من قال براءة عائشة ثابتة بصريح القرآن فأي فائدة لسياق قصتها.

٧٦ - اتقاء مواطن الشبهات فإن عائشة رضي الله عنها مع أنها أم المؤمنين قيل فيها ذلك فكيف بغيرها؟ وهذا في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكيف بغير زمانه عليه الصلاة والسلام.

٧٧ - ترتيب المصالح وارتكاب أخف الضررين وتقديم الأولويات، فإن ضياع العقد أهون من التخلف عن الجيش ولأنها -رضي الله عنها - كانت حديثة السن.

٧٨ - علاج الأمور في الفتن باللين، والحكمة، والبعد عن الشدة، والأدب في الدفاع عن النفس، واللجوء إلى الله تعالى، واستنفاد الجهد في ذلك. (١)

٧٩ - التواضع الجم والأدب الوفير: قال ابن كثير رحمه الله: ومن خصائصها: أن الله، سبحانه، برأها مما رماها به أهل الإفك، وأنزل في عذرها، وبراءتها، وحيًا يتلى في محاريب المسلمين، وصلواتهم إلى يوم القيامة، وشهد لها أنها من الطيبات، ووعدها المغفرة والرزق الكريم، وأخبر سبحانه، أن ما قيل فيها من الإفك كان خيرًا لها، ولم يكن بذلك الذي قيل فيها شر لها، ولا عيب لها، ولا خافض من شأنها، بل رفعها الله بذلك، وأعلى قدرها وعظم شأنها، وأصار لها ذكرًا بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء، فيا لها من منقبة ما أجلها. وتأمل هذا التشريف والإكرام الناشئ عن فرط تواضعها واستصغارها لنفسها، حيث قالت: ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بوحي يتلى، ولكن كنت أرجو


(١) فتح الباري (٨/ ٣٤٧)، وشرح مسلم للنووي (٩/ ١١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>