للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مارية حيث وجدته"، قالت: فانطلق فإذا هو في حائط على نخلة يخترف رطبًا قال: فلما نظر إلى عليّ ومعه السيف استقبلته رعدة قال: فسقطت الخرقة، فإذا هو لم يخلق الله عز وجل له ما للرجال شيء - ممسوح - (١).


(١) باطل. أخرجه الحاكم في المستدرك (٤/ ٣٩) وفي إسناده أبو معاذ سليمان بن الأرقم متروك الحديث، وانظر: الضعيفة (٤٩٦٤) وقال الألباني رحمه الله: قلت: وللحديث أصل صحيح، زاد عليه ابن الأرقم هذا زيادات منكرة، تدل على أنه سيىء الحفظ جدًّا، أو أنه يتعمد الكذب والزيادة؛ لهوى في نفسه، ثم يحتج بها أهل الأهواء!
فأنا أسوق لك النص الصحيح للحديث؛ ليتبين لك تلك الزيادات المنكرة، فروى ثابت عن أنس:
أن رجلًا كان يتهم بأم ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعليّ: "اذهب فاضرب عنقه".
فأتاه عليّ، فإذا هو في ركي يتبرد فيها. فقال له علي: اخرج. فناوله يده، فأخرجه؛ فإذا هو مجبوب ليس له ذكر، فكف عليّ عنه. ثم أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله! إنه لمجبوب، ما له ذكر.
أخرجه مسلم (٨/ ١١٩)، والحاكم (٤/ ٣٩ - ٤٠)، وأحمد (٣/ ٢٨١)، وابن عبد البر في ترجمة مارية من الاستيعاب (٤/ ١٩١٢)؛ كلهم عن عفان: حدثنا حماد بن سلمة: أخبرنا ثابت ... وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه! فوهم في استدراكه على مسلم! وقال ابن عبد البر: وروى الأعمش هذا الحديث فقال فيه: قال عليّ: يا رسول الله! أكون كالسكة المحماة؛ أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟ فقال: "بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب".
قلت: هذه الزيادة لم أقف عليها من رواية الأعمش، وإنما من رواية غيره من حديث علي نفسه، وقد مضى - تخريجه في الصحيحة (١٩٠٤)، وليس فيه أيضًا تلك الزيادات المنكرة التي تفرد بها ابن الأرقم في هذا الحديث.
وأشدها نكارة ما ذكره عن عائشة أنها قالت: ما أرى شبهًا! فقد استغلها عبد الحسين الشيعي في - مراجعاته - أسوأ الاستغلال، واتكأ عليها في اتهامه للسيدة عائشة في خلقها ودينها، فقال (٢٤٧ - ٢٤٨): وحسبك مثالًا لهذا ما أيدته - نزولًا على حكم العاطفة - من إفك أهل الزور إذ قالوا - بهتانًا وعدوانًا - في السيدة مارية وولدها - عليه السلام - ما قالوا، حتى برأهما الله عز وجل من ظلمهم براءة - على يد أمير المؤمنين - محسوسة ملموسة! {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا}! وعلق على هذا بقوله: من أراد تفصيل هذه المصيبة؛ فليراجع أحوال السيدة مارية في (٣٩) من الجزء الرابع من المستدرك للحاكم، أو من تلخيصه للذهبي!
يشير بذلك إلى هذا الحديث المنكر! وإن من مكره وخبثه: أنه لم يكتف في الاعتماد عليه - مع ضعفه الشديد - بل إنه زد على ذلك أنه لم يسق لفظه؛ تدليسًا على الناس وتضليلًا؛ فإنه لو فعل وساق اللفظ؛ لتبين منه لكل من كان له لب ودين أن عائشة بريئة مما نسب إليها في هذا الحديث المنكر من القول - براءتها مما اتهمها المنافقون به؛ فبرأها الله تعالى بقرآن يتلى -، آمن الشيعة بذلك أم كفروا، عامل الله الكذابين والمؤيدين لهم بما يستحقون! وإنا لله وإنا إليه راجعون.=

<<  <  ج: ص:  >  >>