ولما روى البراز هذا الحديث في مسنده قال: هذا الحديث كلامه منكر، ولعل الأعمش أخذه من غير ثقةٍ فدلسه فصار ظاهر سنده الصحة، وليس للحديث عندي أصل .. وخلاصة الإشكال أن صفوان بن المعطل لا رمى بعائشة رضى الله عنها في حديث الإفك المشهور في الصحيحين، وغيرهما قال: (سبحان الله! والله ما كشفتُ كنف أُنثى قط). فيكون حديث أبى سعيد هذا منكرًا إذ فيه أن لصفوانَ زوجة، فكيف يقول: والله ما كشفت كنف أنثى قط؟ فلهذا استشكله البخاري وأنكره البراز، ولكن يجاب عنه بأن الجمع أولى من الترجيح، فالأصل في الدليلين الصحيحين الإعمال لا الإهمال، والجمع هنا ممكن، بل ظاهر وهو أن يكون حديث أبي سعيد هذا متأخرًا عن حادثة الإفك. فُيحمل قوله: ما كشفت كنف أنثى قط على أنه لم يكن تزوج آنذاك، ثم تزوج بعد ذلك فشكته امرأتهُ وبهذا أجاب الحافظ، فالذي يظهر أن مراده بالنفي المذكور ما قبل القصة، ولا مانع أن يتزوج بعد ذلك، فهذا الجمعُ لا اعتراض عليه إلا بما جاء عن ابن إسحاق أنه كان حصورًا لكنه لم يثبت، فلا يعارض الحديث الصحيح" انتهى من الفتاوى الحديثية للحويني. (٢) إعلام الموقعين (٤/ ٣١٧).