للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَتْ: "أَهاهُنَا أَيْضًا رَأَيْتُ بَعْدَ رُؤيةٍ؟ " لِذلِكَ دُعِيَتِ الْبِئْرُ "بِئْرَ لحَيْ رُئِي". هَا هِيَ بَيْنَ قَادِشَ وَبَارَدَ، فَوَلَدَتْ هَاجَرُ لأَبْرَامَ ابْنًا، وَدَعَا أَبْرَامُ اسْمَ ابْنِهِ الَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ "إِسْمَاعِيلَ"، كَانَ أَبْرَامُ ابْنَ سِتٍّ وَثَمانِينَ سَنَةً لمَّا وَلَدَتْ هَاجَرُ إِسْمَاعِيلَ لأَبْرَامَ.

فهذا القدر واضح في غيرة سارة بشكل تعدت فيه إلى ما لا يجوز، وأقرها زوجها على ذلك، وأما ما جاء في شرعنا فليس فيه شيء من ذلك بفضل الله تعالى، ثم هذه عائشة الصغيرة في السن أولى بالغيرة من سارة التي بلغت من العمر عتيًا، وكذلك هي التي وهبتها لزوجها فكان الأولى بها أن لا تغار؛ ولكن لا عيب عليها، لأنها فطرة النساء، وكذلك عائشة -رضي الله عنها-.

وانظر أيضًا في سفر التكوين (١٩/ ٣٨: ٣١): وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِير: "أَبُونَا قَدْ شَاخَ، وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ ليَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ، هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْرًا وَتَضْطَجعُ مَعَهُ، فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلًا". فَسَقَتَا أَبَاهُما خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا. وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِير: "إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي، نَسْقِيهِ خَمْرًا اللَّيْلَةَ أَيْضًا فَادْخُلي اضطَجِعِي مَعَهُ، فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلًا". فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضًا، وَقَامَتِ الصغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا، فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا، فَوَلَدَتِ الْبِكْرُ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ "موآبَ"، وَهُوَ أَبُو المُوآبِيِّينَ إِلَى الْيَوْمِ، وَالصَّغِيرَةُ أَيْضًا وَلَدَتِ ابْنًا وَدَعَتِ اسْمَهُ "بِنْ عَمِّي"، وَهُوَ أَبُو بَنِي عَمُّونَ إِلَى الْيَوْمِ.

قلت: أظن كاتب الكتاب المقدس لو كان يعلم أن بنتي لوط عندهن شيء من الغيرة ما كتب هذا عنهما، ولو قرأ الطاعن في عائشة بالحديث عن الجنس هذا الكلام وغيره مما ورد في سفر حزقيال وسفر نشيد الإنشاد لغير رأيه واعتقاده، وظني فيه أنه لو قرأ الكتاب المقدس بعين التحرر من التقليد الأعمى والحقد على الإسلام وأهله لغير دينه إن شاء الله، وأسأل الله له الهداية للحق.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>