للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨ - رجاحة عقلها في الاستئذان في الإفاضة بعد منتصف الليل: فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: استأذنت سودة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة المزدلفة تدفع قبله وقبل حطمة الناس، وكانت امرأة ثبطة (يقول القاسم: والثبطة: الثقيلة). قال: فأذن لها فخرجت قبل دفعه وحبسنا حتى أصبحنا فدفعنا دفعه؛ ولأن أكون استأذنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما استأذنته سودة فأكون أدفع بإذنه أحب إلي من مفروح به. (١)

والمعنى لكنت أسعد بذلك من كل شيء يفرح به.

قلت: وهذا واضح في أن عائشة -رضي الله عنها- تمدح سودة بهذه الرواية بدليل أنها تمنت أن لو فعلت مثلها.

وفي لفظ لمسلم: فليتني كنت استأذنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما استأذنته سودة، وكانت عائشة لا تفيض إلا مع الإمام. (٢)


= (٧١٥٨) من طريق أبي خيثمة: قال حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي، والطبراني في الكبير (٨٩) من طريق عبيد الله بن موسى، وأبو داود الطيالسي (١٦٤٧)، ومن طريقه البيهقي ٥/ ٢٢٨، وابن سعد من طريق محمد بن عمر ٨/ ٥٥. جماعتهم (وكيع، وحجاج، ويزيد بن هارون، وإسحاق بن سليمان، وابن أبي فديك، وعبيد الله بن موسى، والطيالسي، ومحمد بن عمر) عن ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة فذكره.
وفي إسناده صالح مولى التوأمة وهو صدوق اختلط، قال ابن عدي: لا بأس برواية القدماء عنه كابن أبي ذئب وابن جريج، التقريب (٢٨٩)، وقال ابن معين: ثقة. التهذيب ٤/ ٣٥٨. وقال المنذري في الترغيب والترهيب: وإسناده حسن، رواه عن صالح مولى التوأمة ابن أبي ذئب؛ وقد سمع منه قبل اختلاطه، وقال الهيثمي في المجمع ٣/ ٤٩٠: وفيه صالح مولى التوأمة؛ ولكنه من رواية ابن أبي ذئب عنه، وابن أبي ذئب: سمع منه قبل اختلاطه، وهو حديث صحيح. وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (١١٦٧): حسن صحيح.
وله شاهد من حديث أبي واقد أخرجه أبو داود (١٧٢٢)، وأحمد (٥/ ٢١٨، ٢١٩)، والطبراني في الكبير ٣/ ٢٥٢، والبيهقي ٥/ ٢٢، وأبو يعلى (١٤٤٤) جماعتهم عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن زيد بن أسلم، عن واقد بن أبي واقد الليثي فذكره بنحوه. وقال الحافظ في الفتح ٤/ ٧٤: إسناده صحيح، وانظر الصحيحة (٢٤٠١).
(١) البخاري (١٥٩٧).
(٢) مسلم (١٢٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>