للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا أمر من الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم- بأن يخَيّر نساءه بين أن يفارقهن فيذهبن إلى غيره ممن يَحصُل لهن عنده الحياةُ الدنيا وزينتها، وبين الصبر على ما عنده من ضيق الحال، ولهن عند الله في ذلك الثواب الجزيل، فاخترن -رضي الله عنهن وأرضاهن- الله ورسوله والدار الآخرة، فجمع الله لهن بعد ذلك بين خير الدنيا وسعادة الآخرة. (١)

ثانيًا: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما طلقها أمره الله عزَّ وجلَّ بمراجعتها مع حسن الثناء عليها وهذه من أعظم المناقب لحفصة -رضي الله عنها-، فعن ابن عباس عن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- طلق حفصة ثم راجعها (٢).

وفي غير هذه الرواية أن الذي أوحى إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بمراجعتها هو الله تعالى، وعلل له ذلك بأنها صوامة قوامة؛ وهي زوجته في الجنة (٣)، وهذه زيادة حسنة بشواهدها كما في الحاشية. والله أعلم.


(١) تفسير ابن كثير (٣/ ٦٣٣).
(٢) أخرجه أبو داود (٢٢٨٣)، والنسائي (٣٥٦٠)، وابن ماجه (٢٠١٦)، وابن حبان (٤٢٧٥)، والحاكم (٢/ ٢١٥)؛ وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وصححه الألباني في الإرواء (٢٠٧٧).
(٣) أخرجه أحمد (٣/ ٤٧٨)، والطبراني في الكبير (١٧/ ٤٦٦) من حديث عاصم بن عمر، وقال الهيثمي (٧٧٤٩): رجال ثقات، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (٤٣٥١) وفي الصحيحة (٢٠٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>