للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أشرب عسلًا عند زينت بنت جحش، فلن أعود له وقد حلفت لا تخبري بذلك أحدًا" {تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ} هكذا أورد هذا الحديث هاهنا بهذا اللفظ. (١)

ورواه في كتاب الأيمان والنذور مطولًا عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلًا فتواطأت أنا وحفصة أن أيَّتُنا دخل عليها النبي -صلى الله عليه وسلم- فلتقل له إني أجد منك ريح مغافير أكلت مغافير، فدخل على إحداهما النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت ذلك له فقال: "لا بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود له فنزلت {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (٢) وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ (٣) إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} لعائشة وحفصة {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا} لقوله: بل شربت عسلًا، وقال إبراهيم بن موسى عن هشام: "ولن أعود له وقد حلفت فلا تخبري بذلك أحدًا" (٢).

وقيل كان يشرب عند حفصة: والدليل على ذلك ما روته عائشة -رضي الله عنها- عن عائشة قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحب الحلوى والعسل، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه فيدنو من إحداهن فدخل على حفصة بنت عمر فاحتبس أكثر ما كان يحتبس فغرت، فسألت عن ذلك فقيل لي أهدت لها امرأة من قومها عكة عسل فسقت النبي -صلى الله عليه وسلم- منه شربة فقلت: أما والله لنحتالن له فقلت لسودة بنت زمعة: إنه سيدنو منك، فإذا دنا منك فقولي أكلت مغافير، فإنه سيقول لك لا، فقولي له ما هذه الريح التي أجد، فإنه سيقول لك سقتني حفصة شربة عسل، فقولي جرست نحله العرفط، وسأقول لك وقولي له أنت يا صفية ذلك قالت: تقول سودة: فوالله ما هو إلا أن قام على الباب فأردت أن أناديه بما أمرتني فرقا منك، فلما دنا منها قالت له


(١) البخاري (٤٦٢٨).
(٢) البخاري (٦٣١٣)، ومسلم (١٤٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>