للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كيف ترين" فقلت: من غذي بلحم الضأن يحسن لحمه قال: "ولا الشبه" قالت: فحملني ما يحمل النساء من الغيرة أن قلت: ما أرى شبهًا، قالت: وبلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يقول الناس فقال لعلي: "خذ هذا السيف فانطلق فاضرب عنق ابن عم مارية حيث وجدته" قالت: فانطلق فإذا هو في حائط على نخلة يخترف رطبًا قالط: فلما نظر إلى علي ومعه السيف استقبلته رعدة قال: فسقطت الخرفة، فإذا هو لم يخلق الله عزَّ وجلَّ له ما للرجال شيء ممسوح. (١)

والجواب عن هذه الرواية: أنها موضوعة كما هو مبين في الحاشية.

وأما الرواية الصحيحة في ذلك فها هي: عن أنس -رضي الله عنه- أن رجلًا كان يتهم بأم ولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لعلي اذهب فاضرب عنقه" فأتاه علي، فإذا هو في ركي يتبرد فيها،


(١) منكر بهذا السياق. أخرجه الحاكم ٤/ ٤١ من طريق أبي معاذ سليمان بن الأرقم الأنصاري، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة به. وسكت عنه هو والذهبي، وفيه سليمان بن الأرقم قال الدوري: سمعت يحيى يقول سليمان بن الأرقم ليس بشيء انظر تاريخ ابن معين رواية الدوري (١٣٢٣)، وقال أحمد: سليمان لا يسوى شيئًا لا يروى عنه الحديث العلل ٢/ ٦٧ (١٥٧٠)، وقال البخاري: تركوه، وقال أبو داود، وأبو حاتم، والترمذي، وابن خراش، وأبو أحمد الحاكم، والدارقطني: متروك الحديث، وقال ابن حبان سكن اليمامة، ومولده بالبصرة، وكان ممن يقلب الأخبار، ويروي عن الثقات الموضوعات تهذيب التهذيب ٤/ ١٤٨، ولسليمان بن أرقم متابعة من الليث بن سعد أخرجها ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٣١٢٤) فقال: حدثني محمد بن يحيى الباهلي، نا يعقوب بن محمد، عن رجل سماه، عن الليث بن سعد، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة به مطولا، ولكن هذه متابعة هالكة؛ لأن في إسنادها محمد بن يحيي الباهلي لم أجد له ترجمة.
ويعقوب بن محمد بن عيسى الزهري قال: أحمد ليس بشيء ليس يسوى شيئًا، وقال ابن معين ما حدثكم عن الثقات فاكتبوه وما لا يعرف من الشيوخ فدعوه، وقال أبو زرعة: واهي الحديث، وقال صالح بن محمد عن ابن معين: أحاديثه تشبه أحاديث الواقدي، وقال العقيلي في حديثه وهم كثير، ولا يتابعه عليه إلا من هو نحوه تهذيب التهذيب ١١/ ٣٤٧ وقال ابن حجر: صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء. التقريب (٧٨٣٤).
وشيخه الذي روى عنه مبهم لا يدرى من هو وعليه فهذه طريق لا تزيد الأولى إلا ضعفا ونكارة، هذا وللحديث أصل صحيح أخرجه مسلم كما ذكرته بعد هذا وليس فيه هذه الزيادات المنكرة وأشدها نكارة قول عائشة ما أرى شبها وانظر الضعيفة (٤٩٦٤). وللحديث متابعة ثالثة من محمد بن عبد الله الأنصاري أخرجها ابن سعد ١/ ١٣٧ ولكنها من طريق الواقدي فهذه متابعة تدل على تأكد الكذب والوضع وعلى أن هذا السياق منكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>