للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجواب عن هذه الرواية أنها موضوعة.

الرواية الثانية: عن حمزة بن أبي أسيد الساعدي، عن أبيه وكان بدريًا؛ قال: تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسماء بنت النعمان الجونية فأرسلني فجئت بها، فقالت حفصة لعائشة: أخضبيها أنت وأنا أمشطها ففعلتا ثم قالت لها إحداهما: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول أعوذ بالله منك، فلما دخلت عليه وأغلق الباب وأرخى الستر، مد يده إليها فقالت: أعوذ بالله منك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكمه على وجهه فاستتر به وقال: "عذت بمعاذ" ثلاث مرات. قال أبو أسيد: ثم خرج إلي فقال: "يا أبا أسيد ألحقها بأهلها ومتعها برازقيين" (١) يعني: كرباستين (٢)، فكانت تقول: دعوني الشقية. (٣)


= ابن حبان: وكان الكلبي سبئيًا من أصحاب عبد الله بن سبأ من أولئك الذين يقولون إن عليًّا لم يمت، وإنه راجع إلى الدنيا قبل قيام الساعة فيملؤها عدلًا كما ملئت جورًا، وإن رأوا سحابة قالوا أمير المؤمنين فيها؛ من المجروحين (٢/ ٢٥٣)، وانظر التقريب (٥٩٠١)، وقال أبو حاتم: الناس مجمعون على ترك حديثه هو ذاهب الحديث لا يشتغل به؛ التهذيب (٩/ ١٥٧).
وشيخه أبو صالح: لم يسمع من ابن عباس، وقال البخاري: قال لي محمد بن بشار ترك ابن مهدي حديث أبي صالح، وقال لي محمد، عن حكم بن بشير، عن عمرو بن قيس الملائي؛ قال: كان مجاهد ينهى عن تفسير أبي صالح، وقال ابن حبان: تركه يحيى القطان وابن مهدي؛ التاريخ الكبير (٢/ ١٤٤)، الجرح والتعديل (٢/ ٤٣١)، المجروحين لابن حبان (١/ ١٨٥).
(١) قال: اكْسُها رازِقِيَّيْنِ وفي رواية رازقيّتَين هي ثياب كتان بيض؛ لسان العرب (رزق).
(٢) الكِرْباسُ: بالكسر: ثَوْبٌ من القُطْن الأَبْيَض، وكذا الكِرْبَاسةُ مُعَرَّبٌ فارسيَّتُه كَرْبَاسُ بالفَتْح؛ لسان العرب (ك ر ب س).
(٣) أخرجه ابن سعد في الطبقات (٨/ ١٤٥)، الحاكم (٤/ ٣٩) كلاهما من طريق محمد بن عمر الواقدي: أخبرنا هشام بن محمد حدثني ابن الغسيل، عن حمزة بن أبي أسيد الساعدي، عن أبيه وكان بدريًا؛ قال: تزوج رسول الله أسماء بنت الجونية، ثم ذكر الحديث.
وقال الذهبي في التلخيص: سنده واهٍ اهـ.، وهذا السياق تفرد به الواقدي، عن هشام بن محمد، عن عبد الرحمن بن الغسيل كما أخرجه ابن سعد (٨/ ١٤٥) والحاكم في المستدرك (٤/ ٣٩)، والواقدي، وهشام بن محمد كان متروك الرواية، ومع هذا فقد خالفه جماعة من الثقات فرووه من غير هذه الزيادة المنسوبة إلى زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - منهم أبو نعيم رواه عنه البخاري (٤٩٥٦)، وبهذا نعرف أن هذه الزيادة من الكذب البين. والحمد لله.

<<  <  ج: ص:  >  >>