للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: "بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُنِي فِي الْجَنَّةِ فَإِذَا امْرَأَةٌ تَتَوَضَّأُ إِلَى جَانِبِ قَصْرٍ، فَقُلْتُ: لمِنْ هذَا الْقَصْرُ؟ فَقَالُوا: لِعُمَرَ ابنِ الْخطَّابِ فَذَكَرْتُ غَيْرَتَهُ فَوَلَّيْتُ مُدْبرًا"، فَبَكَى عُمَرُ، وَقَالَ: أَعَلَيْكَ أَغَارُ يَا رَسُولَ الله" (١)

وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "رأيتُني دخلتُ الجنةَ فإذا أنا بالرُّمَيصاءِ (٢) امرأة أبي طلحة وسمعت خشفةً فقلت: من هذا؟ فقال: هذا بلالٌ، ورأيتُ قصرًا بفنائه جاريةٌ، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر فأردت أن أدخله، فأنظر إليه، فذكرت غيرتك". فقال عمر: بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغارُ! . (٣)

وعن نافع بن عمر عن ابن أبي مُليكة قال: كاد الخَيِّرانِ أن يهلكا، أبو بكر وعمر؛ لما قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وفدُ بني تميمٍ أشار أحدهما بالأقرع بن حابس الحنظلي أخي بني مجاشعٍ، وأشار الآخر بغيره، فقال أبو بكرٍ لعمرَ: إنما أردتَ خلافي، فقال عمر: ما أردتُ خلافك فارتفَعَتِ أصواتهما عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فنزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} إلى قوله {عَظِيمٌ} [الحجرات: ٢ - ٣].

قال ابن أبي مليكة: قال ابن الزبير: فكان عمر بعد -ولم يذكر ذلك عن أبيه يعني أبا بكر- إذا حَدَّثَ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بحديث حَدَّثَه كأخي السِّرارِ (٤) لم يسمعه حتى يستفهمَه. (٥)

وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أُرِيتُ فِي المنامِ أَنِّي أنزِعُ بِدَلْوٍ بَكْرَةٍ عَلَى قَلِيبِ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، فَنَزَعَ ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ نَزْعًا ضَعِيفًا، والله يَغْفِرُ لَهُ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ فَاسْتَحَالَتْ غَرْبًا، فَلَمْ أَرَ عَبْقَرِيًّا يَفْرِي فَرِيَّهُ، حَتَّى رَوِيَ النَّاسُ وَضَربُوا بِعَطَنٍ" (٦).

وعن محمد بن سعد بن أبي وقاصٍ عن أبيه لله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِيهًا يَا ابْنَ


(١) البخاري (٣٢٤٢)، ومسلم (٢٣٩٤).
(٢) (الرميصاء): هي أم سليمٍ بنتُ ملحانَ أمِّ أنس بن مالكٍ - رضي الله عنهما - لُقّبَتْ بذلك لرَمَصٍ كان بعينها. والرمَص وسخٌ أبيضُ جامدٌ يجتمع في موق العين.
(٣) البخاري (٤٩٢٨)، (٦٦٢١).
(٤) (كأخي السرار) كصاحب المشاورة في خفض الصوت. (يستفهمه) من الاستفهام وهو طلب الفهم.
(٥) البخاري (٧٣٠٢).
(٦) البخاري (٣٤٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>