للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - وعن مصعب بن عبد الله الزبيري قال: حجر بن عدي الكندي يكنى أبا عبد الرحمن كان قد وفد إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وشهد القادسية، وشهد الجمل وصفين مع علي -رضي الله عنه-، قتله معاوية بن أبي سفيان بمرج عذراء وكان له ابنان عبد الله وعبد الرحمن قتلهما مصعب بن الزبير صبرًا وقُتِل حجر سنة ثلاث وخمسين. (١)

٣ - وعن أبي إسحاق قال: رأيت حجر بن عدي حين أخذه معاوية وهو يقول: هذه بيعتي لا أقيلها ولا أستقيلها سماع الله والناس. (٢)

٤ - وقال ابن عبد البر في الاستذكار (٣): وأما حجر بن عدي فقتله معاوية صبرًا بعث به إليه زياد بن أبي سفيان.

فإن قيل لماذا ققله معاولة وهو صحابي جليل، وهل أذنب لما امتنع من سب علي على المنابر؟

فالجواب من وجوه:

الوجه الأول: ما سبق بيانه من أن معاوية لم يقتل حجرًا لأنه امتنع عن سب عليّ، فهذا لا يصح ولا يعول عليه بحال، وأولى ما ذكر في سبب مقتل حجر بن عدي هو أن زيادًا أمير الكوفة من قبل معاوية قد خطب خطبة أطال فيها فنادى حجر بن عدي الصلاة فمضى زياد في الخطبة فما كان من حجر إلا أن حصبه هو وأصحابه فكتب زياد إلى معاوية ما كان من حجر وعدّ ذلك من الفساد في الأرض وقد كان حجر يفعل مثل ذلك مع من تولّى الكوفة قبل زياد، فأمر أن يسرح إليه فلما جيء به إليه أمر بقتله، وسبب تشدد معاوية في قتل حجر هو محاولة حجر البغي على الجماعة وشق عصا المسلمين واعتبره من السعي


(١) مستدرك الحاكم (٣/ ٥٣١) عن أبي بكر محمد بن أحمد بن بالويه، عن إبراهيم الحربي، عنه. ومصعب من الطبقة العاشرة وهذا قوله لم يسنده.
(٢) إسناده حسن. أخرجه الطبراني في الكبير (٤/ ٣٤: ٣٥٦٩) من طريق محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا عبد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني، ثنا معاوية بن هشام، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق به. وإسناده حسن فيه معاوية بن هشام صدوق له أوهام وقال أحمد بن حنبل: هو كثير الخطأ. اهـ تهذيب التهذيب (١٠/ ١٩٦).
(٣) الاستذكار (٥/ ١٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>