للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أ- أن وفاة الحسن بن علي - رضي الله عنهم - كانت في السنة نفسها أي في سنة ٥١ هـ واتخاذ قرار ترشيح يحتاج لوقت من طرف معاوية لكي يدرسه ويستشير فيه، كما أنه ليس من الحكمة إعلان قرار الترشيح بعد وفاة الحسن - رضي الله عنه - مباشرة.

قال ابن كثير: وقد كان معاوية لما صالح الحسن عهد للحسن بالأمر من بعده فلما مات الحسن قوى أمر يزيد عند معاوية ورأى أنه لذلك أهلًا، وذاك من شدة محبة الوالد لولده، ولما كان يتوسم فيه من النجابة الدنيوية، وسيما أولاد الملوك، ومعرفتهم بالحروب، وترتيب الملك، والقيام بأبهته، وكان ظن أن لا يقوم أحد من أبناء الصحابة في هذا المعنى، ولهذا قال ابن عمر فيما خاطبه به: إني خفت أن أذر الرعية من بعدى كالغنم المطيرة ليس لها راع، فقال له ابن عمر: إذا بايعه الناس كلهم بايعته ولو كان عبدًا مجدع الأطراف. (١)

ب- قتل حُجْر بن عدي - رضي الله عنه - في السنة نفسها، أي في سنة ٥١ هـ، لذا فإنه أيضًا ليس من الحكمة إعلان ترشيح يزيد بن معاوية في هذه السنة، لأن الأنفُس لم تكن مهيأة لمثل هذه القرارات الجريئة، التي يعتبر توقيت إعلانها على الناس من أهم عوامل نجاحها.

جـ- إن ترشيح يزيد بن معاوية لولاية العهد كان أثناء ولاية مروان بن الحكم على الحجاز، وهي بلا شك الفترة الثانية من ولاية مروان بن الحكم، والتي امتدت من سنة ٥٤ هـ -٥٧ هـ وذلك أن الفترة الأولى من ولاية مروان بن الحكم كانت من سنة ٤٢ - ٤٩ هـ. (٢)

بعد ذلك يتبقى تاريخان لإعلان ترشيح يزيد بن معاوية لولاية العهد وهما ٥٥ هـ وسنة ٥٦ هـ وهذان التاريخان يكمل أحدهما الآخر كما سيتضح لاحقًا.

ولكن يرد في هذا المقام سؤال حول السبب الذي جعل معاوية - رضي الله عنه - يؤخر ترشيح ابنه يزيد وليًا للعهد على سنة ٥٥ هـ أو سنة ٥٦ هـ مع أن الحسن بن علي - رضي الله عنه - توفي سنة ٥١ هـ وجواب هذا


(١) البداية والنهاية (٨/ ٨٠).
(٢) فتح الباري (٨/ ٤٣٩)، نقلًا عن الدولة الأموية للصلابي (١/ ٤٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>