للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكلم به يزيد بن معاوية: اللهم لا تؤاخذني بما لم أحبه، ولم أرده، واحكم بيني وبين عبيد الله بن زياد. وكان نقش خاتمه آمنت بالله العظيم (١).

وأما الروايات التي تثبت ذلك فلا يصح منها شيء

الرواية الأولى: عن هشام بن الكلبي، عن أبيه وأبي مخنف وغيرهما قالوا: كان يزيد بن معاوية أول من أظهر شرب الشراب والاستهتار بالغناء والصيد واتخاذ القيان، والغلمان، والتفكه بما يضحك منه المترفون من القرود، والمعاقرة بالكلاب، والديكة ثم جرى على يده قتل الحسين، وقتل أهل الحرة، ورمي البيت، وإحراقه، وكان مع هذا صحيح العقدة فيما يرى، ماضي العزيمة لا يهم بشيءٍ إلا ركبه، قالوا: ووقع بين غلمان يزيد وغلمان عمرو بن سعيد الأشدق شر فأغضبه ذلك، وأمر بإحضار أولئك الغلمان، فلما أتي بهم قال: خلوا سبيلهم فإن القدرة تذهب الحفيظة (٢).

الرواية الثانية: المدائني، والهيثم قالوا: كان ليزيد بن معاوية قرد يجعله بين يديه ويكنيه أبا قيس ويقول: هذا شيخ من بني إسرائيل أصاب خطيئة فمسخ، وكان يسقيه النبيذ، ويضحك مما يصنع، وكان يحمله على أتان وحشية، ويرسلها مع الخيل فيسبقها، فحمله عليها يومًا، وجعل يقول:

تمسك أبا قيسٍ بفضل عنانها ... فليس عليها إن هلكت ضمان

فقد سبقت خيل الجماعة كلها ... وخيل أمير المؤمنين أتان (٣)

الرواية الثالثة: وذكر لي شيخ من أهل الشام أن سبب، وفاة يزيد أنه حمل قرده على الأتان، وهو سكران، ثم ركض خلفها، فاندقت عنقه أو انقطع في جوفه شيء. (٤)


(١) البداية والنهاية (٨/ ٢٥٨).
(٢) موضوع. أخرجه البلاذري باب أمر يزيد بن معاوية فقال: حدثني العمري عن الهيثم بن عدي عن ابن عياش، وعوانة، وعن هشام ابن الكلبي عن أبيه، وأبي مخنف به مرسلا، وهذا كلام لو أسند عن هؤلاء ما قبلناه فكيف، وهو مرسل عنهم.
(٣) لا أصل له. أخرجه عنهما البلاذري بلا إسناد.
(٤) أخرجه البلاذري في الموضع السابق ولا إسناد له.

<<  <  ج: ص:  >  >>