كتاب موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

الوجه الثالث: موقفهم من مقتل عثمان - رضي الله عنه - أولا: الروايات الصحيحة في موقف عائشة -رضي الله عنها - ج: 9 - ص: 502

حلفت بيمين ما حلف بها أحد قبلها ولا بعدها، قالت: والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون ما كتبت إليهم سوداء في بيضاء حتى قعدت مقعدي هذا. (١)

٣ - وعن طلق بن حُشَّان قال: (قلت لعائشة: فيم قتل أمير المؤمنين عثمان؟ قالت: قتل مظلومًا، لعن الله قتلته). (٢)

٤ - وعن محمد بن الحنفية قال بلغ عليًّا: أن عائشة تلعن قتلة عثمان في المربد، قال: فرفع يديه حتى بلغ بهما وجهه فقال وأنا ألعن قتلة عثمان، لعنهم الله في السهل والجبل، قال مرتين أو ثلاثًا. (٣)

---

(١) أخرجه ابن شبة في تاريخ المدينة المنورة (٤/ ١٢٢٤)، والبلاذري في أنساب الأشراف (٢/ ٢٩٨) وإسناده ضعيف، فيه أم الحجاج العوفية لم أجد من ترجم لها؛ لكن يشهد لحلف عائشة الحديث السابق عن مسروق، وانظر فتنة مقتل عثمان للغبان (٤٤٣)، وأما ما أخرجه ابن عساكر من أن الناس كانوا يشتكون إليها من عثمان فكانت تقول لهم: (ما لا تظن أنه يبلغ بهم قتله) فهو ضعيف جدًّا، ولا يصح عنها، وها هي الرواية بذالك عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن عائشة قالت: "كان الناس يختلفون إليّ في عتب عثمان ولا أرى إلا أنها معاتبة، وأما الدم فأعوذ بالله من دمه، فوالله لوددت أني عشت في الدنيا برصاء سالخ وأني لم أذكر عثمان بكلمة قط، وأيم الله لأصبع عثمان التي يشير بها إلى الأرض خير من طلاع الأرض مثل فلان"، أخرجه ابن عساكر في (تاريخ دمشق ٣٩/ ٤٨٨) وإسناده ضعيف جدًّا، لأن فيه عبد الوهاب بن الضحاك متروك الحديث؛ قال البخاري: عنده عجائب، وقال أبو داود: كان يضع الحديث، قد رأيته، وقال النسائي: ليس بثقة؛ متروك، وقال أبو جعفر العقيلي، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو بكر البيهقي: متروك، وقال صالح بن محمد الحافظ: منكر الحديث؛ عامة حديثه كذب، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سمع منه أبي بسلمية؛ وترك حديثه والرواية عنه، وقال: كان يكذب، سمعت أبي يقول: سألت أبا اليمان عنه، فقال: لا يكتب عنه هذا قاص. انظر: تهذيب الكمال (١٨/ ٤٩٥)، وتقريب التهذيب (٤٢٥٧).
(٢) حسن. أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٣٥٨)، وفي الصغير (١/ ٩٥)، وابن شبة في تاريخ المدينة (١٢٤٤)، والبلاذري في أنساب الأشراف (٢/ ٩٨)، وابن أبي الدنيا في (مجابو الدعوة ٥٤)، ومن طريقهما أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٩/ ٤٨٨)؛ كلهم من طريق حزم القطعي عن أبي الأسود بن سوادة عن طلق بن حبيب به، وهذا إسناد حسن لأن حزمًا القطعي: صدوق يهم (التقريب ١١٩٠)، والأسود بن سوادة هو مسلم بن مخراق صدوق (التقريب ٦٦٤٤) وبقية رجاله ثقات.
(٣) صحيح. أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (٢/ ٢٦١ (٧٠٦))، ونعيم في الفتن (١/ ١٧١ (٤٨٨)، وسعيد بن منصور (٢/ ٣٣٦) (٢٩٤٣) كلهم من طريق أبي مالك الأشجعي عن سالم بن أبي الجعد به، وأبو مالك الأشجعي هو سعد بن طارق ثقة من الرابعة (التقريب ٢٢٤٠).