الحادي عشر: أنه الشاهد الذي لا يغيب، ولا يستخلف أحدًا على تدبير ملكه، ولا يحتاج إلى من يرفع إليه حوائج عباده، أو يعاونه عليها، أو يستعطفه عليهم ويسترحمه لهم.
الثاني عشر: أنه المتكلم الآمر الناهي، قائل الحق، وهادي السبيل، ومرسل الرسل ومنزل الكتب والقائم على كل نفس بما كسبت من الخير والشر، ومجازي المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته.
الثالث: أنه الصادق في وعده وخبره، فلا أصدق منه قيلًا، ولا أصدق منه حديثًا، وهو لا يخلف الميعاد.
الرابع عشر: أنه تعالى صمد بجميع الصمدية، فيستحيل عليه ما يناقض صمديته.
الخامس عشر: أنه قدوس سلام، فهو المبرأ من كل عيب وآفة ونقص.
السدس عشر: أنه الكامل الذي له الكمال المطلق من جميع الوجوه.
السابع عشر: أنه العدل الذي لا يجور ولا يظلم، ولا يخاف عباده منه ظلمًا.
فهذا مما اتفقت عليه جميع الكتب والرسل، وهو من المحكم الذي لا يجوز أن تأتي شريعة بخلافه، ولا يخبر نبي بخلافه أصلًا، فترك المثلثة عباد الصليب هذا كله، وتمسكوا بالمتشابهة من المعاني والمجمل من الألفاظ، وأقوال من ضلوا من قبل، وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل.
وأصول المثلثة ومقالتهم في رب العالمين تخالف هذا كله أشد المخالفة وتباينه أعظم المباينة (١).
والأدلة على هذا الفصل قد سبقت في هذا البحث؛ فلا نطيل بذكرها ثانية، والسؤال الآن هل في المسيح شيء من هذه الصفات في ضوء ما سبق بيانه في هذا البحث؟ والجواب: لا. فقل ما شئت في طائفة أصل عقيدتها أن الله ثالث ثلاثة، وأن مريم صاحبته، وأن المسيح ابنه، وأنه نزل عن كرسي عظمته، والتحم ببطن الصاحبة، وجرى له ما جرى