للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- فالشريعة تتلمس الأسباب للعتق، بخلاف القوانين الأخرى، فإنه يشمئز الإنسان أن يوردها، كانوا يبيحون لأنفسهم إطلاق السباع الجارحة المفترسة على العبد في ميدانٍ ليتفرجوا كيف يفترسه الأسد! ولا أحد يمنعهم من ذلك، والقانون يبيح لهم ذلك! وهذه أمة لطمها سيدها في حالة غضب أسفًا على الشاة التي أكلها الذئب، فيتأسف ويسأل عن عتقها، فيقول له -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أعتقها". (١)

وأين دولة الإسلام الرحيمة، التي جعلت الناس على اختلاف طبقاتهم وأديانهم وأجناسهم - أمة واحدة في مالَهَا وما عَليها، مما فعلته فرنسا -المجرمة- بأحرار الجزائر، في بلادهم وبين ذويهم؟ ! إنها دعاوى باطلة.

بعد هذا، ألم يَأنِ للمصلحين ومُحِبِّي السلام أن يبعدوا عن أعينهم الغشاوة، فيراجعوا تعاليم الإسلام بتدبر وإنصاف، ليجدوا ما فيه من سعادة الإنسانية في حاضرها ومستقبلها؟ ! (٢).

* * *


(١) شرح بلوغ المرام للشيخ عطية محمد سالم (٢٢٤/ ١٣).
(٢) تيسير العلام شرح عمدة الحكام للبسام (٢/ ٢٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>