للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اختراق جسد الإنسان وتصل الإصابة إلى عمق الأجهزة التناسلية، بل وإلى عموم الجسد، بعكس الحيوان قد يوجد نفس الفيروس عليه، ولكن لا يسبب له ضررًا، وهذه حكمته عز وجل، إذ العقل هو مناط التكليف، فلما كان الحيوان لا عقل له سقط عنه هذا الأمر، أما الإنسان لما تخلى عن عقله أصيب بهذا الفيروس بسبب اتصاله الجنسي (١).

والنصوص الإسلامية تفيد أن من مقاصد الزواج في تشريع الإسلام تحصين الزوجين من الفساد السلوكي المترتب على الإباحية الجنسية، فإن المتزوج تقنع نفسه غالبًا بما أحل اللَّه له ولا يتعدى حدود اللَّه بانتهاك المحرمات، لذلك أمر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- القادر على تكاليف الزواج بالمبادرة إليه، فقال: يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ (٢).

ولتأكيد مقصد العفة الجنسية بين مقاصد الزواج يقول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إِنَّ المَرْأَةَ تُقْبِلُ في صُورَةِ شَيْطَانٍ وَتُدْبِرُ في صُورَةِ شَيْطَانٍ فَإذَا أَبْصَرَ أَحَدُكُمُ امْرَأَةً فَلْيَأْتِ أَهْلَهُ فَإِنَّ ذَلِكَ يَرُدُّ مَا في نَفْسِهِ" (٣).

ويأمر الإنسان بممارسة النشاط الجنسي كاملًا في الزواج، ويُعتبر ذلك عملًا يؤجر عليه الزوجان، ويوصي بالملاطفة والمداعبة واستثارة الشهوة قبل الجماع، وقد نص القرآن نصًا جامعًا على حصر النشاط الجنسي في الزواج، واعتبار كل نشاط جنسي خارجه عدوانًا محرمًا، فقال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (٥) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (٦) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (٧)} (المؤمنون ٥: ٧) (٤).


(١) المصدر السابق (١٥٢: ١٥١).
(٢) أخرجه البخاري (٥٠٦٦)، مسلم (١٤٠٠).
(٣) أخرجه مسلم (١٤٠٣).
(٤) الهدي الصحي (دور الدين والأخلاقيات في الوقاية من الإيدز ومكافحته ٩: ٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>