وقد وافقه يوناثان وطلب منه أن يخرجا للحقل معًا فيقول في ٢٠ عدد ١١ هكذا: فَقَالَ يُونَاثَانُ لِدَاوُدَ: "تَعَالَ نَخْرُجُ إِلَى الْحَقْلِ". فَخَرَجَا كِلَاهُمَا إِلَى الْحَقْلِ.
المحبة واضحة أيها السادة فلا داعي أن نسيئ الظن ولكن كما قال يوناثان ٢٠ عدد ١٧ هكذا: ثُمَّ عَادَ يُونَاثَانُ وَاسْتَحْلَفَ دَاوُدَ بِمَحَبَّتِهِ لَهُ لأَنَّهُ أَحَبَّهُ مَحَبَّةَ نَفْسِهِ. وَقَالَ لَهُ يُونَاثَانُ:"غَدًا الشَّهْرُ، فَتُفْتَقَدُ لأَنَّ مَوْضِعَكَ يَكُونُ خَالِيًا.
نعم سيفتقد يوناثان مكان داود فمكانه لا يعوضه أحد أبدًا، ولكن شاول أبو يوناثان قد اكتشف ما بين داود ويوناثان وأدرك حقيقة الأمر فكان قوله في شدة القسوة وإن أردت فقل في شدة الصراحة لقد قال لابنه يوناثان كلمات في نظر من كتبوا هذا الكتاب كلمات رائعة يترفع أي إنسان عفيف أن يذكرها أمام أحد فانظر ما قاله شاول النبي لابنه يوناثان بعد أن اكتشف ما بينه وبين داود النبي من علاقة يندى لها الجبين لقد قال له في الإصحاح ٢٠ عدد ٣٠ هكذا: فَحَمِيَ غَضَبُ شَاوُلَ عَلَى يُونَاثَانَ وَقَالَ لَهُ: "يَا ابْنَ الْمُتَعَوِّجَةِ الْمُتَمَرِّدَةِ، أَمَا عَلِمْتُ أَنَّكَ قَدِ اخْتَرْتَ ابْنَ يَسَّى لخِزْيِكَ وَخِزْي عَوْرَةِ أُمِّكَ؟ .
وكفى بالعبارة السابقة شاهدًا على مستوى أسلوب الكتاب المقدس إن صح أن نسميه مقدسًا وعلى ما كان يفكر به شاول فعبر عنه بهذه العبارة. ولك أن تتابع أيضًا قصة الفتى الذي كان يسوع يحبه وكان دائم الاضطجاع على صدر يسوع فتابع هذه الفقرات: