للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَوَضَعَ التَّوْرَاةَ عَلَيْهَا ثُمَّ قَال: "آمَنْتُ بِكِ وَبِمَنْ أَنْزَلَكِ". ثُمَّ قَال "ائْتُونِي بِأَعْلَمِكُمْ". فَأُتِيَ بِفَتًى شَابٍّ ثُمَّ ذَكَرَ قِصَّةَ الرَّجْمِ نَحْوَ حَدِيثِ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ (١).


(١) أخرجه أبو داود (٤٤٤٩) من طريق هِشَام بْن سَعْدٍ أَنَّ زَيْدَ يْنَ أَسْلَمَ حَدَّثَهُ عَنِ ابْنِ عُمَر بِه، بهذه الزيادة. وقد خالف هشام بن سعد في روايته عن زيد بن أسلم عن ابن عمر، نافع وعبد الله بن دينار كلاهما عن ابن عمر بدون الزيادة.
أما طريق نافع عن ابن عمر فأخرجه مالك في الموطأ في كتاب الحدود، باب مَا جَاءَ فِي الرَّجْمِ، وأخرجه البخاري (١٣٢٩)، مسلم (١٦٩٩) من طريق موسى بن عقبة، وأخرجه أحمد في المسند ٦: ١، والبخاري (٧٥٤٣) من طريق أيوب، وأخرجه مسلم (١٦٩٩) من طريق عبيد الله، كلهم (مالك، موسى، أيوب، عبيد الله) عن نافع عن ابن عمر. بدون هذه الزيادة ولفظه: عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَال: جَاءَتِ الْيَهُودُ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ وَامْرَأَةً زَنَيَا فَقَال لهمْ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا تَجِدُونَ في التَّوْرَاةِ في شَأْنِ الرَّجْمِ؟ ". فَقَالوا: نَفْضَحُهُمْ وَيُجْلَدُونَ. فَقَال عَبْدُ اللهَّ بْنُ سَلَامٍ: كَذَبْتُمْ إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ. فَأَتَوْا بِالتَّوْرَاةِ فَنَشَرُوهَا فَوَضَعَ أَحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ ثُمَّ قَرَأَ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا، فَقَال لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَام - رضي الله عنه -: ارْفَعْ يَدَكَ. فَرَفَعَ يَدَهُ. فَإِذَا فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ. فَقَالوا: صَدَقَ يَا مُحَمَّدُ فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ. فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَرُجِمَا. فَقَال عَبْدُ الله بْنُ عُمَرَ - رضي الله عنه -: فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَحْنِي عَلَى المرْأَةِ يَقِيهَا الحجَارَةَ.
أما طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر فأخرجه البخاري (٦٨١٩) من طريق عبد الله بن دينار عن ابن عمر. بدون هذه الزيادة ولفظه. عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَال: أُتِيَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِيَهُودِيٍّ وَيَهُودِيَّةٍ قَدْ أَحْدَثَا جَمِيعًا. فَقَال لَهُمْ: "مَا تَجِدُونَ في كِتَابِكُمْ؟ ". قَالوا: إِنَّ أَحْبَارَنَا أَحْدَثُوا تَحْمِيمَ الْوَجْهِ وَالتَّجْبِيَةَ. قَال عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ - رضي الله عنه -: ادْعُهُمْ يَا رَسُولَ الله بِالتَوْرَاةِ. فَأُتِيَ بِهَا فَوَضَعَ أَحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ، وَجَعَلَ يَقْرَأُ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا. فَقَال لَهُ ابْنُ سَلَامٍ - رضي الله عنه -. ارْفَعْ يَدَكَ. فَإِذَا آيَةُ الرَّجْمِ تَحْتَ يَدِهِ، فَأَمَرَ بِهِما رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَرُجِمَا. قَال ابْنُ عُمَر - رضي الله عنه -: فَرُجِمَا عِنْدَ الْبَلَاطِ، فَرَأَيْتُ الْيَهُودِيَّ أَجْنَأَ عَلَيْهَا.
فتبين من خلال ذلك أن هشام بن سعد في روايته عن ابن عمر قد تفرد بهذه الزيادة.
وهشام بن سعد تكلم فيه أهل العلم بالجرح والتعديل كالآتي:
من جرحه:
١ - أحمد بن حنبل قال: لم يكن هشام بن سعد بالحافظ. وقال أيضًا: هشام بن سعد كذا وكذا، كان يحيى بن سعيد لا يروي عنه. وقال أيضًا: ليس هو محكم الحديث.
٢ - وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين: هشام بن سعد ضعيف. وقال معاوية بن صالح، عن يحيى بن معين: ليس بذاك القوي.
٣ - يحيى بن سعيد القطان نقل عنه يحيى بن معين وأحمد بن حنبل أنه كان لا يحدث عنه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>