النظرة قد أوجدت تغيرًا يقودك إلى المعصية. . ولذلك نجد مثلًا عندما حرم اللَّه سبحانه وتعالى على آدم وحواء أن يأكلا من الشجرة المحرمة في الجنة. . لم يقل لهما لا تأكلا من هذه الشجر. . بل قال جل جلاله:{وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ}(البقرة: ٣٥).
لماذا لم يقل اللَّه سبحانه وتعالى: لا تأكلا من هذه الشجرة. . لأنه أراد أن يحميهما من إغراء المعصية. . فلو أنه قال لهما: لا تأكلا من هذه الشجرة. . ربما جلسا إلى جوارها. . فأغراهما لون ثمارها أو شكل هذه الثمار. . أو الرائحة المنبعثة منها. . ولذلك قال لهما سبحانه {وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ} ليقيهما الإغراء الذي يمكن أن يوقعهما في المعصية. .
وكما يقول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ". (١)
إذن فتحريم النظر بين الرجل والمرأة. . حماية لكليهما، واللَّه -عزَّ وجلَّ- يقول:{وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}(الأحزاب: ٥٣).
على أننا لابد أن نلتفت إلى حقيقة هامة. . هي أن اللَّه سبحانه وتعالى يريد أن تعتدل الموازين في كونه، ويريد للعقل الذي ميز اللَّه به الإنسان أن يعطي حرية الاختيار دون أية مؤثرات، حتى تستقيم الأمور في الكون، وإظهار المرأة لمفاتنها يجعل الميزان يختل لماذا؟ .
لأن المرأة إذا تَعمَّدت إغراء رجل غريب بزينتها، والكشف عن جسدها. . تتدخل في عمل العقل؛ لأنه في هذه الحالة قد يتخذ قرارًا ويعلم أنه باطل؛ لينال من هذه المرأة أو يرضيها. . وكلنا يعلم تأثير النساء في الصفقات التي تحدث في العالم كله، وكيف أنهن يتخذن كوسيلة للأغراء؛ ليقضى الإنسان بغير الحق، ويختل ميزان الحكم.