نعم يوافق الإسلام على أن يتقاسم الرجل مع المرأة ما يستطيع أن يقوم به من عمل في البيت، معاونة منه لأهله وتأدبًا بأدب الإسلام الذي أوضح لنا أن رسولنا وقدوتنا -صلى اللَّه عليه وسلم- كان في خدمة أهله.
ذلك هو المفهوم الصحيح للقوامة أن يحمل الرجل أعباء البيت من الخارج سعيًا وكذا، وأن يعين في أعبائه الداخلية تعاونًا وخدمة، وكل ما عدا هذا الفهم مما قد يشاهد عند بعض الأزواج إنما هو انحراف عن المنهج ومعصية للَّه ورسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- وقعود عن واجب، أو استبداد بسلطة قد تؤدي إلى أبغض الحلال إلى اللَّه، وهو الطلاق.
وإن من نافلة القول التأكيد على أن أعداء الإسلام يخلطون عامدين بين المنهج والناس المنفذين له، ويحسبون أخطاء الناس على المنهج نفسه، وهو قياس فاسد المقدمات فاسد النتائج، ممعن في المغالطة والتضليل.
وإن الزعم بأن المرأة في الغرب تنعم بنظام زواج حسن يمكن أن يحاكى، زعم باطل شجع عليه رؤية الانحناءات أمام المرأة وتقبيل يدها من الأجانب عنها، وتلك قشرة رقيقة تخفي تحتها من امتهان المرأة ما لا يعرفه إلا الذين عاشوا هناك ورأوا مفردات الحياة الزوجية عن قرب، وعرفوا ما تحت القشرة.
إن امتهان المرأة هناك على الرغم من تلك اللامعة الخالية بلغ حد إلزامها بالعمل في المصانع والمناجم أو تموت جوعًا، وبلغ أن الزوج ليس مطالبًا بالإنفاق على زوجته وأولاده، بل إن الزوجين إذا تناولا الطعام خارج البيت -وكثيرًا ما يفعلان- دفع كل منهما ثمن طعامه من حسابه الخاص! .
إن بعض النساء الغربيات يطالبن اليوم بالتخلي عما حصلت عليه المرأة من مميزات؛ لتعود إلى بيتها تجد رجلًا قوامًا على زوجه وبيته؛ لتتفرغ هي لتربية أبنائها والعناية بهم.
وليس هنا مجال الحديث عن هذه الأخطاء فنحن لا نكتب في تاريخ نظام الزواج عند الغربيين، ولكننا نكتفي بأن نقول: