للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَأَتْ الْمَاءَ" (١) فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ -تَعْنِي وَجْهَهَا- وَقَالَتْ: يَا رسول اللَّه! أَوَتَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ؟ قَالَ: "نَعَمْ تَرِبَتْ يَمِينُكِ فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا؟ " (٢).

٣ - عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ النَّبِيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- عَنْ غُسْلِهَا مِن الْمَحِيضِ، فَأَمَرَهَا كَيْفَ تَغْتَسِلُ، قَالَ: "خُذِي فِرْصَةً (٣) مِنْ مَسْكٍ فتَطَهَّرِي بِهَا" قَالَتْ: كَيْفَ أَتَطَهَّرُ؟ قَالَ: "تَطَهَّرِي بِهَا" قَالَتْ: كَيْفَ؟ قَالَ: "سُبْحَانَ اللَّه تَطَهَّرِي" فَاجْتَبَذْتُها إِلَيَّ، فَقُلْتُ: تَتَبَّعِي بِهَا أَثَرَ الدَّمِ. (٤) (٥)

٤ - عن أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ؛ أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقَالت: يَا نَبيَّ اللَّه! لَيْسَ لي شيء إلا مَا أدْخَلَ عَليَّ الزُّبَيْرُ، فَهَلْ عَلَي جُنَاحٌ أنْ أَرْضَخَ (٦) مِمَّا يُدْخلُ عَلَي؟ فَقَالَ: "ارْضَخِي مَا اسْتَطَعْتِ، وَلا تُوعِي (٧) فَيُوعِيَ اللَّه عَلَيْكِ. (٨)

٥ - عَنْ أَسْمَاءَ قَالت: جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالَتْ: إِنَّ لِي ضَرَّةً (٩)، فَهَلْ عَلىَّ جُنَاحٌ أَنْ أَتَشَبَّعَ مِنْ مَالِ زَوْجِي بِمَا لَمْ يُعْطِنِي؟ فَقَالَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "المُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ" (١٠) (١١).


(١) (إذا رأت الماء) أي المني: بعد الاستيقاظ. قاله في (الفتح) (١/ ٤٦٣).
(٢) البخاري (١٣٠)، ومسلم (٣١٣).
(٣) (فرصة) الفرصة: هي القطعة من الصوف أو القطن، أو جلدة عليها صوف.
(٤) (أثر الدَّم) يعني: الفرج، قال النووي: والسنة في حق المغتسلة من الحيض أن تأخذ شيئًا من مسك فتجعله في قطنة، أو خرقة أو نحوها، وتدخلها في فرجها بعد اغتسالها، ويستحب هذا للنفساء أيضًا؛ لأنها في معنى الحائض والمقصود باستعمال المسك تطييب المحل، ورفع الرائحة الكريهة. اهـ.
(٥) البخاري (٣١٤)، ومسلم (٣٣٢).
(٦) أرضخ؛ الرضخ: هو العطاء القليل، ومعناه: أُعْطِى شيئًا قليلًا. القاموس المحيط مادة (رضخ).
(٧) لا توعي أي: لا تقتري ولا تشحي. (النهاية ٥/ ٢٠٨).
(٨) البخاري (١٤٣٤)، (٢٥٩٠)، ومسلم (١٠٢٩).
(٩) (ضرة) ضَرَّة المرأة: امرأة زوجها؛ والجمع ضَرَّات. (المصباح المنير) (ص ٣٦٠).
(١٠) (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبى زور) قال أبو عبيد في (غريب الحديث): يعني المتزين بأكثر مما عنده، يتكثر بذلك، ويتزين بالباطل. كالمرأة تكون للرجل، ولها ضرة فتشبع بما تدعي من الحظوة عند زوجها بأكثر مما عنده لها؛ تريد بذلك غيظ صاحبتها، وإدخال الأذى عليها، وكذلك هذا في الرجال أيضًا.
(١١) البخاري (٥٢١٩)، ومسلم (٢١٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>