للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَال الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ} (المائدة: ١١٥)، وقال تعالى في القرآن: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (١٠١) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ} (النحل: ١٠١، ١٠٢)، وقال تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} (الشعراء: ١٩٣، ١٩٤)، وقال تعالى: {قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} (البقرة: ٩٧).

فروح القدس الذي نزل بالقرآن من الله هو الروح الأمين وهو جبريل. وثبت في الصحيح عن أبي هريرة أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول لحسان بن ثابت: "أجب عني، اللهم أيده بروح القدس" (١)

وفي الصحيحين عن البراء بن عازب منه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لحسان بن ثابت: "اهجهم أو هاجهم وجبريل معك" (٢).

فهذا حسان بن ثابت واحد من المؤمنين لما نافح عن الله ورسوله، وهجا المشركين الذين يكذبون الرسول أيده الله بروح القدس وهو جبريل - عليه السلام -، وأهل الأرض يعلمون أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يجعل اللاهوت متحدًا بناسوت حسان بن ثابت، فعلم أن إخباره بأن الله أيده بروح القدس لا يقتضي اتحاد اللاهوت بالناسوت، فعلم أن التأييد بروح القدس ليس من خصائص المسيح، وأهل الكتاب يقرون بذلك، وأن غيره من الأنبياء كان مؤيدًا بروح القدس كداود وغيره؛ بل يقولون: إن الحواريين كانت فيهم روح القدس، وقد ثبت باتفاق المسلمين واليهود والنصارى أن روح القدس يكون في غير المسيح، بل في غير الأنبياء (٣).


(١) البخاري (٣٢١٢)، مسلم (٢٤٨٥).
(٢) البخاري (٣٢١٣)، مسلم (٢٤٨٦).
(٣) الجواب الصحيح ٢/ ١٢٥: ١٢٦، وراجع شبهة ألوهية المسيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>