نقول لهذا القائل: إن طبيعة الرجل لا تصلح لهذا العمل.
ولعل هذه القصة التي جاءت في مجلة الوطن تظهر لنا ذلك بوضوح حيث جاء فيها ما يلي:
"كانت تختلف عن النساء اللواتي ينادين بتحرير المرأة، فقد كانت تؤمن بما تقول، وتقرن القول بالعمل!
أقنعت زوجها بأن مكانه في البيت، وأنها هي رب الأسرة وعليها إعالتها والإنفاق عليها. واقتنع الزوج المسكين، وقدم استقالته من التدريس ووضع حول عنقه سترة العمل المنزلية، انصرف للكنس والغسيل، والطبخ، وتربية أطفالهما الأربعة.
وذات يوم ضاق الرجل ذرعًا، فقد رفضت الطفلة "ماريش" أن تتناول زجاجة الحليب، ولم تنفع معها كل خبرته وتجاربه في تربية الأطفال.
لاعبها، وهمهم في أذنها بكل ما وعته ذاكرته من أهازيج. ثم هددها بأنه سيشكوها لـ "ماما" ولكن عبثًا.
وثار "بايرون إيفانز" فصفع ماريش، فبكت وأهاجه بكاؤها، فدق رأسها في الطاولة، ثم أمسكها وقذف بها أرضًا بكل ما يملك من قوة.
وسكتت "ماريش" سكتت إلى الأبد وهدأت ثورة بايرون، فنزع السترة المنزلية وتناول الهاتف وأبلغ زوجته بما فعل، وقال لها: أنه تحول من أب مثالي في لحظة غضب إلى أب قاتل.
وعادت "دوت" إلى منزلها، وذهب "بايرون" إلى السجن، ولم تنفع دموع الزوجة في إقناع قاضي مقاطعة "بيتربورو" البريطانية بتعديل القانون.
قالت له: إنها تعتبر نفسها شريكة في الجرم، وتوسَّلت إليه أن يعيده إليها؛ رأفة بأطفالها.
وحكم عليه القاضي بالسجن المؤبد وهو أقصى عقوبة في القانون لأب قاتل.
لقد خسرت حركة تحرير النساء امرأة واحدة، ولكن الأمهات كسبن أمًّا واحدة اقتنعت بأن مكانها هو إلى جانب أطفالها، فذلك هو واجبها، ونضالها الحقيقي، وحريتها الأساسية.