للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويرى الدكتور البار أن الأذى لا يقتصر على ما ذكره ولكن يتعداه إلى أشياء أخرى هي:

١ - امتداد الالتهابات إلى قناتي الرحم فتسدها، أو تؤثر على شعيراتها الداخلية التي لها دور كبير في دفع البويضة من المبيض إلى الرحم؛ وذلك يؤدي إلى العقم أو إلى الحمل خارج الرحم، وهو أخطر أنواع الحمل على الإطلاق ويكون الحمل عندئذ في قناة الرحم الضيقة ذاتها، وسرعان ما ينمو الجنين وينهش في جدار القناة الرقيق حتى تنفجر القناة الرحمية فتنفجر الدماء أنهارًا إلى أقتاب البطن، وإن لم تتدارك الأم في الحال بإجراء عملية جراحية سريعة فإنها لا شك تلاقي حتفها.

٢ - امتداد الالتهاب إلى قناة مجرى البول، فالمثانة، فالحالبين، فالكلى وأمراض الجهاز البولي خطيرة ومزمنة.

٣ - ازدياد الميكروبات في دم الحيض وخاصة ميكروب السيلان.

ويذكر الدكتور البار أيضًا أن الأذى لا يقتصر على الحائض في وطئها وإنما ينتقل إلى الرجل الذي وطئها فقال: إدخال القضيب إلى المهبل المليء بالدماء يؤدي إلى تكاثر الميكروبات والتهاب قناة مجرى البول لدى الرجل، وتنمو الميكروبات السبحية والعنقودية على وجه الخصوص في مثل هذه البيئة الدموية. (١)

وتنتقل الميكروبات من قناة مجرى البول إلى البروستاتا والمثانة، والتهاب البروستاتا سرعان ما يزمن لكثرة قنواتها الضيقة الملتفة، والتي نادرًا ما يصلها الدواء بكمية كافية لقتل الميكروبات المختفية في تلافيقها، فإذا أزمن التهاب البروستاتا فإن الميكروبات سرعان ما تغزو بقية الجهاز البولي التناسلي فتنتقل إلى الحالبين ومنه إلى الكلى، وما أدراك ما التهاب الكلى المزمن؛ إنه العذاب حتى يحين الأجل. . . ولا علاج، وقد تنتقل الميكروبات من البروستاتا إلى الحويصلات المنوية فالحبل المنوي فالبربخ فالخصيتين وقد يسبب ذلك عقمًا نتيجة إنسداد قناة المني أوالتهاب الخصيتين كما أن الآلام المبرحة التي يعانيها المريض


(١) خلق الإنسان (١٠٤) نقلًا من مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية السنة الخامسة العدد الحادي عشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>