وقالت: من هذا فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هذا الأحمق المطاع" يعني في قومه، رواه سعيد بن منصور عن أبي معاوية عن الأعمش عنه مرسلا ورجاله ثقات.
وأخرجه الطبراني موصولا من وجه آخر عن جرير أن عيينة بن حصن دخل على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال وعنده عائشة: من هذه الجالسة إلى جانبك؟ قال:"عائشة"، قال: أفلا أنزل لك عن خير منها يعني امرأته؟ فقال له النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اخرج فاستأذن"، فقال: إنها يمين على ألا أستأذن على مضري، فقالت عائشة: من هذا فذكره. . . .
وذكر أبو حاتم السجستاني في كتاب الوصايا: أن حصن بن حذيفة وصى ولده عند موته وكانوا عشرة قال: وكان سبب موته أن كرز بن عامر العقيلي طعنه فاشتد مرضه فقال لهم: الموت أروح مما أنا فيه فأيكم يطيعني؟ قالوا: كلنا، فبدأ بالأكبر فقال: خذ سيفي هذا فضعه على صدري ثم اتكىء عليه حتى يخرج من ظهري، فقال: يا أبتاه هل يقتل الرجل أباه؟ فعرض ذلك عليهم واحدًا واحدًا فأبوا إلا عيينة، فقال له: يا أبت أليس لك فيما تأمرني به راحة وهوى ولك فيه مني طاعة؟ قال: بلى، قال: فمرني كيف أصنع، قال: ألق السيف يا بني فإني أردت أن أبلوكم فأعرف أطوعكم في حياتي فهو أطوع لي بعد موتي، فاذهب أنت سيد ولدي من بعدي ولك رياستي، فجمع بني بدر فأعلمهم ذلك، فقام عيينة بالرياسة بعد أبيه وقتل كرزًا. وهكذا ذكر الزبير في الموفقيات. وفي صحيح البخاري أن عيينة قال لابن أخيه الحر بن قيس: استأذن لي على عمر، فدخل عليه فقال: ما تعطي الجزل ولا تقسم بالعدل فغضب، وقال له الحر بن قيس: إن اللَّه يقول: {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} فتركه بهذا الحديث أو نحوه.
وذكر ابن عبد البر أن عثمان تزوج بنته فدخل عليه عيينة يومًا فأغلط له فقال له عثمان: لو كان عمر ما أقدمت عليه.
وقال البخاري في التاريخ الصغير: حدثنا محمد بن العلاء، وقال المحاملي في أماليه: حدثنا هارون بن عبد اللَّه واللفظ له قالا: حدثنا عبد الرحمن بن حميد المحاربي، حدثنا