للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حق التملك. وتلقت الأرامل نصيبًا من ميراث أزواجهن، ولكن البنات كان عليهن أن يقنعن بنصف حصة الذكر. . إلا أن علينا أن لا ننسى أن الأبناء الذكور وحدهم كانوا، حتى فترة حديثة نسبياينالون في الديار الغربية حصة من الإرث".

يقول د/ صابر أحمد طه (١): يقول تعالى: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا} (النساء: ٧)، فلو نظرنا إلى هذه الآية فنجد أن اللَّه -عز وجل- قال: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ} {وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ} فلم يجمعهما في جملة واحدة فتكون (للرجال وللنساء نصيب) ولكن أفرَدَ لكل منهما بجملة، وفي ذلك دليل على أن النساء نصيب أصلي مستقل كالرجال، وليست النساء فيه بتابعات أو مُلحقات، كما أن قوله: {مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُر} يُشعر بأنه لا يوجد هناك فرق في أن يترك الميت مالًا كثيرًا أو قليلًا، فإذا كان هذا أو ذاك فإن النساء يشتركن فيه مع الرجال.

هذا هو نظم ميراث المرأة في الإسلام، والذي يجب أن تفتخر به كل امرأة مسلمة، وتباهي به غيرها من الشيوعيين والملاحدة، وغيرهم وتقول لهم: هذا هو نظام الأسرة في الإسلام، والذي توجهون سهامكم نحوه، فإن سهامكم مردودة عليكم، وسيظل الإسلام بشمسه المُشرقة على العالم، ونوره المنبعث في الأفئدة والقلوب وبمياهه العذبة التي يغترف منها كل من أراد اللَّه هدايته، وهذا الزبد الذي تطرحونه فوق مائه سيذهب جفاء، وما ينفع الناس فسيمكث في الأرض، وهذا الباطل الذي تشيعونه عنه فقد جاء الحق فأزهقه: {إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} (الإسراء: ٨١).

* * *


= من آثاره: (اللَّه ومغامراتي) (١٩٣٥)، (بحث عن الغد) (١٩٣٨)، (سلم الرسل) (١٩٣٩)، (دعوة إلى المغرب) (١٩٥٠)، (سلطان المغرب) (١٩٥١)، (فرنسا والعرب) (١٩٥٣)، (الفن العربي) (١٩٥٥) وغيرها.
(١) نظام الأسرة في اليهودية والنصرانية والإسلام (٢٣٧ - ٢٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>