قال الألباني في الضعيفة (١/ ٦١٩): لا أصل له مرفوعًا! كما أفاده السخاوي، ثم المناوي (٤/ ٢٦٣)، وقال العجلوني في كشف الخفاء (رقم ١٥٢٩) باختصار، وبتصرف يسير شاورهن، وخالفوهن. قال في المقاصد: لم أره مرفوعًا، كذلك ورد بسند ضعيف جدًّا مع انقطاع عن أنس مرفوعًا: لا يفعلن أحدكم أمرًا حتى يستشير، فإن لم يجد من يشيره فليستشر امرأة ثم ليخالفها؛ فإن في خلافها البركة.
ومما يدل على نكارة الحديث أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- نفسه استشار أم سلمة في صلح الحديبية، وعمل بمشورتها، وعمل أيضًا بمشورة خديجة -رضي اللَّه عنها- حين جاءه الوحي أول مرة، حيث أشارت عليه بالذهاب إلى ورقة بن نوفل.
وقد ورد أثر ضعيف موقوف عن عمر بن الخطاب: خالفوا النساء فإن في خلافهن بركة.
قال الألباني في الضعيفة (١/ ٦١٩): رواه علي بن الجعد الجوهري في حديثه (١٢/ ١٧٧/ ١) من طريق أبي عقيل، عن حفص بن عثمان بن عبيد اللَّه، عن عبد اللَّه بن عمر قال: قال عمر رحمه اللَّه. . . فذكره.
قال الألباني: وهذا سند ضعيف، فيه علتان:
الأولى: جهالة حفص هذا، فقد أورده ابن أبي حاتم (١/ ٢/ ١٨٤) برواية أبي عقيل هذا وحده، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
وفي ثقات ابن حبان (٦/ ١٩٦):
حفص بن عثمان بن محمد بن عرادة، عن عكرمة، وعنه أبو عقيل.
فيحتمل أن يكون هو هذا، مع ملاحظة اختلاف اسم الجد، وذلك مما يؤكد جهالته كما يشير إليه أحمد في قوله الآتي.
والعلة الأخرى: أبو عقيل، واسمه يحيى بن المتوكل العمري، صاحب بهية، ضعيف كما في التقريب، وقال أحمد: رواه عن قوم لا أعرفهم.