للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَعَهُ، ١٥ وَقَال لهمْ: "شَهْوَةً اشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هذَا الْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ، ١٦ لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لَا آكُلُ مِنْهُ بَعْدُ حَتَّى يُكْمَلَ فِي مَلَكُوتِ الله" ... ١٩ وَأَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: "هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي". ٢٠ وَكَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلًا: "هذ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنكمْ."

يقول جورج كيرد في تفسيره لهذه الفقرات "إن قصة العشاء الأخير في لوقا تعتبر كابوسًا، فهي تثير مشاكل في أغلب مواضيع دراسة العهد الجديد، كما أنها أعطت الأساس لطوفان من النظريات المتصارعة" ولتوضيح هذا التصارع والتناقض نقول:

١ - أغلب النسخ تشتمل على ما يعرف بالنص الأطول وهو الذي يحتوي على جزء من العدد ١٩، والعدد ٢٠ (وهما المكتوبان بالبنط العريض وتحتهما خط) كما أن هناك النص الغربي - وقد سارت عليه النسخة القياسية المراجعة - الذي يحذف هذين العددين.

ويبدو أنهما أخذا مما جاء في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس ١١/ ٢٤، ٢٥ وجزءا من مرقس ١٤/ ٢٤، ثم أدخلا إلى النص في عهد مبكر على يد كاتب اعتقد أن قصة لوقا خاطئة." (١)

٢ - رواية يوحنا فيها اختلاف عن بقية الأناجيل الثلاثة الأخر فهو يقول: "لمَّا قَال يَسُوعُ هذَا اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ، وَشَهِدَ وَقَال: "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي! ". ٢٢ فَكَانَ التَّلَامِيذُ يَنْظُرُونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَهُمْ مُحْتَارُونَ فِي مَنْ قَال عَنْهُ. ٢٣ وَكَانَ مُتَّكئًا فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تَلَامِيذ، كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ. ٢٤ فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنْ يَسْأَلَ مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ الَّذِي قَال عَنْهُ. ٢٥ فَاتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى صَدْرِ يَسُوعَ وَقَال لَهُ: "يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ؟ " ٢٦ أَجَابَ يَسُوعُ: "هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ! ". فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ. ٢٧ فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَال لَهُ يَسُوعُ: "مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَة". (١٣/ ٢١ - ٣١).

٣ - ولتحديد شخصية الخائن نجد الأناجيل قد أوردت إجابات مختلفة لسؤال التلاميذ


(١) تفسير إنجيل لوقا، كيرد (٢٣٦ - ٢٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>