للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- أو وجدت الألف من (هذا) دِعامة (١) وليست بلام فعل، فلمَّا ثنَيت زدت عليهَا نونًا ثم تركت الألف ثابتة على حالها لا تزول على كلّ حال؛ كما قالت العرب: (الذي) ثم زادوا نونًا تدلّ عَلَى الجِمَاع، فقالوا: الذين في رفعهم ونصبهم وخفضهم كما تركوا (هذان) في رفعه ونصبه وخفضه. (٢)

وعليه فهي اسم منصوب لكن العلامة مقدرة عليه غير ظاهرة.

ويحتجون بأن هذه اللام أصلها أن تقع في الابتداء وأن وقوعها في الخبر جائز، وينشدون في ذلك:

خالي لأنت ومن جرير خاله ... ينل العلاء ويكرم الأخونا

وأنشدوا أيضًا:

أم الحليس لعجوز شهربه ... ترضى من اللحم بعظم الرقبة

قالوا: المعنى: لأنت خالي، والمعنى: لأم الحليس عجوز. (٣)

- وقال القدماء من النحاة إنه على حذف ضمير الشأن (٤) والتقدير: إنه هذان


(١) قال الفراء: الألف في "هذان" دعامة وليست بمجلوبة للتثنية، وإنما هي ألف هذا تركبت في حال التثنية كما تقول: الذي ثم تزيد في الجمع نونًا وتترك الياء في حال الرفع والنصب والخفض. المحرر الوجيز لابن عطية ٤/ ٥٠.
(٢) معاني القرآن للفراء ٢/ ١٨٤. فالألف ليست علامة إعراب للمثنى -في هذا الرأي- ولكنها أصل في الكلمة.
(٣) معاني القرآن وإعرابه للزجاج ٣/ ٣٦٢.
(٤) قال البغدادي نقلا عن ابن عصفور في كتاب الضرائر: ومنه حذف ضمير الشأن أو القصة، إذا كان اسمًا لإن وأخواتها كقوله:
فلا تشتم المولى وتبلغ أذاته ... فإن به تثأى الأمور وترأب
يريد: فإنه تثأى الأمور. خزانة الأدب للبغدادي ١٥/ ٤٧٥. والصحيح أن حذف ضمير الشأن لا يختص بالشعر، ومنه الحديث: "إن من أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون" والأصل: إنه. خزانة الأدب للبغدادي ٩/ ١٤٢، ومعنى: به تثأى الأمور وترأب يريد: بالمولى تصلح الأمور وتفسد؛ شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٤٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>