للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأعراب لعدم علمهم بالحساب وقوانينه تُصَوِّرُ القَلِيلَ مُتيسّر العدد، والكثيرَ مُتعسّره، فقالوا: شيء معدود أي: قليل وغير معدود إي: كثير، والقول بأن القلة تستفاد من أن الزمان إذا كثر لا يعد بالأيام؛ بل بالشهور والسنة والقرن يشكل بقوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} إلى: {أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} (البقرة: ١٨٣، ١٨٤). (١)

والوصف بمعدودة مؤذن بالقلة؛ لأن المراد بالمعدود الذي يعده الناس إذا رأوه أو تحدثوا عنه، وقد شاع في العرف والعوائد أن الناس لا يعمدون إلى عد الأشياء الكثيرة دفعًا للملل أو لأجل الشغل سواء عرفوا الحساب أم لم يعرفوه؛ لأن المراد العد بالعين واللسان لا العد بجمع الحسابات. (٢)

وعندنا في اللغة العربية أربعة أوزان جموع قلة، وما عداها جموع كثرة؛ أما جموع القلة فهي أربعة أوزان جمعها ابنُ مالك في قوله:

أفعِلةٌ أفعلُ ثم فعلَه ... ثُمَّتَ أَفعالٌ جُموعُ قِلَّةْ

أي: كأسلحة وأفلُس وفِتية وأفراس. (٣)

* * *


(١) روح المعاني للآلوسي ١/ ٣٠٤.
(٢) التحرير والتنوير لابن عاشور ١/ ٥٧٩.
(٣) انظر شرح الأشموني على ألفية ابن مالك ٣/ ٣٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>