الرابع: سياسة الأمة؛ وهو باب عظيم في القرآن القصد منه صلاح الأمة وحفظ نظامها.
الخامس: القصص وأخبار الأمم السالفة للتأسي بصالح أحوالهم، والاتعاظ والاعتبار من مساويهم.
السادس: التعليم بما يناسب حالة عصر المخاطبين وما يؤهلهم إلى تلقي الشريعة ونشرها.
السابع: المواعظ والإنذار والتحذير والتبشير.
الثامن: الإعجاز بالقرآن ليكون آيةً دالة على صدق الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-.
فغرض المفسر بيان مراد اللَّه تعالى في كتابه أَتَمَّ بيان يحتمله المعنى ولا يأباه اللفظ من كل ما يوضح المراد من مقاصد القرآن، أو ما يتوقف عليه فهمه أكمل فهم مع إقامة الحجة على ذلك إن كان به خفاء.
فطرائق المفسرين للقرآن ثلاث: إما الاقتصار على الظاهر من المعنى الأصلي للتركيب مع بيانه وإيضاحه؛ وهذا هو الأصل. وإما استنباط معانٍ من وراء الظاهر تقتضيها دلالة اللفظ أو المقام ولا يجافيها الاستعمال ولا مقصد القرآن. وإما أن يجلب المسائل ويبسطها لمناسبة بينها وبين المعنى؛ أو لأن زيادة فهم المعنى متوقفة عليها؛ أو للتوفيق بين المعنى القرآني وبين بعض العلوم مما له تعلق بمقصد من مقاصد التشريع لزيادة تنبيه إليه، فلا يلام المفسر إذا أتى بشيء من تفاريع العلوم مما له خدمة للمقاصد القرآنية.
وشرط كون ذلك مقبولًا أن يسلك فيه مسلك الإيجاز فلا يجلب إلا الخلاصة من ذلك العلم ولا يصير الاستطراد كالغرض المقصود له.
ولا شك أن الكلام الصادر عن علام الغيوب -تعالى وتقدس- لا تُبنى معانيه على