للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كوجهٍ من أوجه التفسير العلمي، وإذا كان النص ظنيًا والحقيقة العلمية قطعية وأمكن التأويل بضوابطه قُبل.

٧ - إذا وقع تعارض بين حقيقة علمية قطعية وبين حديث ظني في ثبوته، فيئوَّل الظني من الحديث ليتفق مع الحقيقة العلمية، وحيث لا يوجد مجال للتوفيق نتوقف (١).

٨ - إذا اخْتَلَفَ السَّلَفُ فِي تفسير الآية على قولين لَمْ يَجُز لمن بعدهم إحداث قول ثالث يخرج عن قولهم، وبهذا يُعلم بُطلان كثير من التفسير العلمي، فإن كثيرًا من أقوال أصحاب هذا الاتجاه تقرر معاني مغايرة تمامًا لما قاله السلف في الآية مما يلزم عنه نسبة جميع الأمة إلى الجهل والخطأ في تفسير ذلك الموضع (٢).

بخلاف ما لو وافق البعض واستلزم نقص البعض الآخر، فذلك لا يمنع التفسير به، مع مراعاة عدم التسرع في ترجيح وجه تفسيري دون مرجع معتبر (٣).

٩ - الالتزام بالمعاني اللغوية للآيات؛ لأن القرآن عربي مبين، وعَدُّ الربط اللغوي بين اللفظ القرآني والمصطلح العلمي دون إحاطة تامة بدلالات اللفظ القرآني من جهة وبتاريخ المصطلح العلمي وسيرته وما يدل عليه من جهة أخرى، فاستخدام مصطلح الذرة بمعناه الفيزيائي والكيميائي في لغة العلم العربية قد شاع وأصبح مقبولًا كمقابل لكلمة (atom) الإغريقية التي احتفظت بأصلها الإغريقي في جُل اللغات الأجنبية، لكنه لا يطابق المعنى اللغوي والبياني الذي يدل عليه السياق في القرآن الكريم (٤).

١٠ - أن تُراعى القواعد النحوية ودلالاتها، والقواعد البلاغية ودلالاتها، وخصوصًا قاعدة: (ألا يخرج اللفظ من الحقيقة إلى المجاز إلا بقرينة كافية)، فلا ينبغي فهم الآيات


(١) تأصيل الإعجاز العلمي (٣٦: ٣٤)، المعجزة والإعجاز (٢٠١: ١٩٤).
(٢) شرح الكوكب المنير (٢/ ٢٧٢: ٢٦٤)، الرسالة (٥٩٨: ٥٩٦).
(٣) ضوابط البحث في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة (مجلة الإعجاز العلمي).
(٤) رحيق العلم والإيمان (٣٩: ٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>