لم يكن يعرف أنه سيكون حسنًا، ولكن لما ظهر له أعجبه. . . عمل من طريق الصدفة البحتة، وتجربة نجحت وجاءت بشيء جميل!
ونقرأ بقية هذه البداية فنجد: أن اللَّه فصل بين النور والظلمة، وسمى النور نهارًا والظلمة ليلًا، وقال: لتجتمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد، ولتظهر اليابسة، ودعا اليابسة أرضًا. . . وهكذا يمضي سفر التكوين مضطربًا في الكلمات القليلة التي بدأ بها.
في البداية خلق السماوات والأرض، وكانت الأرض خربة، وبعد ذلك خلق وسط الماء شيئًا جامدًا أسماه أرضًا، وسمى بعضًا منه سماء. . .
وهل يؤيد هذا علم أو يتسع له عقل؟ خلق السماوات والأرض، ثم خلق شيئًا سماه أرضًا وسماء!
كانت الفكرة القديمة أن العالم كله ماء، وأن الأرض طافية فوق الماء كحبة العنب، وهو تفكير نشأ عن نظر محدود، وسفر التكوين وبقية الكتاب المقدس -أو الذي يسمى الكتاب المقدس- من وضع بشري متأخر.
ومع اضطراب التعبير، وسقامة الأسلوب، ومخالفة المعنى لحقائق العلم يعجب تيموثاوس التقي الذكي به ويعيب القرآن (١).
وذكر في موضع آخر أن من لم يخلق من الماء أو الروح يعجز عن دخول الملكوت، ففي إنجيل يوحنا (٥: ٣) يقول: (الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت اللَّه). . .!
* * *
(١) الطعن في القرآن الكريم والرد على الطاعنين في القرن الرابع عشر الهجري (١/ ٥٥) بتصرف يسير.