للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المستشرقين، أو من أعداء الدين، أو ممن ينتسبون للإسلام.

٢ - تأثر بعض المسلمين بهذه الشبه التي تثار، فكان لزاما على طلبة العلم وأهله كشف هذه الشبه، وبيان فسادها للناس أجمعين.

٣ - إثبات إعجاز القرآن، وأنه من عند الله، وأن الله تكفل بحفظه حقا. وإثبات أن السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام محفوظة أيضا من الزيف والافتراء وهذا يدل على حفظ الله ورعايته للوحيين الكريمين

٤ - كشف شبه الطاعنين وأكاذيبهم، وبيان أنها ترديد لما أورده الطاعنون السابقون.

٥ - كشف المنافقين المندسين بين المسلمين للطعن في هذا الدين.

٦ - جهاد أعداء الله بالكلمة وهو أحد أنواع الجهاد، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمر أصحابه بالدفاع عنه وهجاء المشركين ففي صحيح مسلم (٢٤٩٠) عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، قَال: "اهْجُوا قُرَيْشًا، فَإِنَّهُ أَشَدُّ عَلَيْهَا مِنْ رَشْقٍ بِالنَّبْلِ" فَأَرْسَلَ إِلَى ابْنِ رَوَاحَةَ فَقَال: "اهْجُهُمْ" فَهَجَاهُمْ فَلَمْ يُرْضِ، فَأَرْسَلَ إِلَى كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ، قَال حَسَّانُ: قَدْ آنَ لَكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا إِلَى هَذَا الْأَسَدِ الضَّارِبِ بِذَنَبِهِ، ثُمَّ أَدْلَعَ لِسَانَهُ فَجَعَلَ يُحرِّكُهُ، فَقَال: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ لَأَفْرِيَنَّهُمْ بِلِسَانِي فَرْيَ الْأَدِيمِ، فَقَال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "لَا تَعْجَلْ، فَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَعْلَمُ قُرَيْشٍ بِأَنْسَابِهَا، وَإِنَّ لِي فِيهِمْ نَسَبًا، حَتَّى يُلَخِّصَ لَكَ نَسَبِي" فَأَتَاهُ حَسَّانُ، ثُمَّ رَجَعَ فَقَال: يَا رَسُولَ الله قَدْ لَخَّصَ لِي نَسَبَكَ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَأَسُلَّنَّكَ مِنْهُمْ كَمَا تُسَلُّ الشَّعْرَةُ مِنَ الْعَجِينِ. قَالت عَائِشَةُ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، يَقُولُ لِحَسَّانَ: "إِنَّ رُوحَ الْقُدُسِ لَا يَزَال يُؤَيِّدُكَ، مَا نَافَحْتَ عَنِ الله وَرَسُولِهِ"، وَقَالت: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "هَجَاهُمْ حَسَّانُ فَشَفَى وَاشْتَفَى".

قَال حَسَّانُ:

هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فَأَجَبْتُ عَنْهُ ... وَعِنْدَ الله فِي ذَاكَ الجزَاءُ

هَجَوْتَ مُحَمَّدًا بَرًّا حَنِيفًا ... رَسُولَ اللهِ شَيمَتُهُ الْوَفَاءُ

<<  <  ج: ص:  >  >>