صعوبة بالغة للرد على الأخطاء المذكورة في الكتاب المقدس؛ مما يضطرهم إلى تأويلات فاسدة لتخرجهم من هذا المأزق.
قال الخازن: فإن قلت: ثبت بالآية والحديث أن الدواب والطير أمم أمثالنا، وهذه المماثلة لم تحصل من كل الوجوه فيما يظهر لنا فما وجه هذه المماثلة؟
قلت: اختلف العلماء في وجه هذه المماثلة فقيل: إن هذه الحيوانات تعرف اللَّه، وتوحده، وتسبّحه، وتصلي له؛ كما أنكم تعرفون اللَّه، وتوحدونه، وتسبحونه، وتصلّون له.
وقيل: إنها مخلوقة للَّه كما أنكم مخلوقون للَّه عز وجل.
وقيل: إنها يفهم بعضها عن بعض، ويألف بعضها بعضًا كما أن جنس الإنسان يألف بعضهم بعضًا، ويفهم بعضهم عن بعض.
وقيل: أمثالكم في طلب الرزق، وتوقي المهالك ومعرفة الذكر والأنثى (١).
٢ - وهذا الرد (أي: للخازن) هو رد مجمل به تفصيلات كثيرة هامة للرد، فكان العلماء المتقدمون يردون على الشبهة برد مجمل؛ لأنهم ينظرون إلى أن هذه الشبهات من المفترض ألّا تَرِد من إنسان عنده علم باللغة العربية، فعندما انتشرت العُجْمة قَلّ فَهم الناس للقرآن، فاضطر العلماء المعاصرون أن يتوسعوا في الرد، فلا تتعجب من أن هناك ردود علمية فلكية أو ما يسمى بالإعجاز العلمي في القرآن.
٣ - وللرد على تلك الشبهة لا بد من معرفة:
١ - أقوال اللغويين والمفسرين والعلماء في الآية.
٢ - المراد بالمثلية في الآية.
٣ - فهم الأممية لدى الحيوانات.
٤ - معرفة مفهوم العبودية لدى الكائنات.
٥ - توضيح الجوانب العلمية التي اكتشفها العلم الحديث في التماثل بين الإنسان
(١) لباب التأويل ٢/ ٣٨٦؛ (الأنعام: ٣٧).