للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجنس يعطيهما اسمه وحده عطاءً مستويًا، فلما كان جنس الحي يجمعنا مع سائر الحيوان استوينا معها كلها استواء لا تفاضل فيه فيما اقتضاه اسم الحياة من الحس والحركة الإرادية، وهذان المعنيان هما الحياة لا حياة غيرهما أصلًا، وعلمنا ذلك بالمشاهدة؛ لأننا رأينا الحيوان يألم بالضرب والنخس، ويحدث لهما من الصوت والقلق ما يحقق ألمًا كما نفعل نحن ولا فرق؛ ولذلك لما شاركنا والحيوان جميع الشجر والنبات في النماء استوى جميع الحيوان فيما اقتضاه اسم النمو من طلب الغذاء واستمالته في المتغذى به إلى نوعه، ومن طلب بقاء النوع مع جميع الشجر والنبات استواءً واحدًا لا تفاضل فيه، ولما شاركنا جميع الحيوان، والشجر، والنبات، وسائر الجمادات في أن كل ذلك أجسام طويلة عريضة عميقة جميع الأجرام استوى كل ذلك فيما اقتضاه له اسم الجسمية في ذلك استواء لا تفاضل فيه، ولم يدخل ما لم يشارك شيئًا مما ذكرنا في الصفة التي انفرد بها عنه هذا كله يعلمه ضرورة من وقف عليه ممن له حس سليم (١).

قال د/ علي بن حسن علي القرني:

يشير القرآن إلى حقيقة تتعلق بعلم الأحياء أو ما يعرف بالتاريخ الطبيعي، وذلك الذي يقرر اشتمال الحيوانات على الأجهزة العضوية الموجودة في الإنسان من مثل الجهاز العصبي والجهاز التنفسي (٢).

فكل عاقل الآن يعلم أن هناك عناصر كيميائية مشتركة بين الكائنات ولكن تختلف نسبتها، بل وهناك تشابه في بعض العمليات الحيوية، ويتضح ذلك من خلال مسألة نقل الأعضاء من حيوان لإنسان، ومسألة التركيب العضوي لمخ الإنسان ومخ القرد، ولنتساءل عن نظرية (داروون) وافتخار البعض بها، مع أن (داروون) قالها صراحة: إن الإنسان كان قردًا ثم تطور! فلماذا لم ينكر هؤلاء عليه؟ !


(١) (الفصل في الملل ١/ ٦٩ - الكلام على من قال أن في البهائم رسلا).
(٢) (المجلة جامعة أم القرى (العدد ٢١ - موضوع: من مفاهيم ثقافتنا الإسلامية).

<<  <  ج: ص:  >  >>