للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متى تحدث الزلازل.

ويؤكد الباحثون أن الحيوانات تملك قدرة كبيرة على توقع الكارثة، فالفئران وبعض الحيوانات الأخرى تدرك متى ستقع الهزة الأرضية مثلًا وربما تغادر منطقة الهزة قبل وقوع هذه الهزة (١).

قلت: وإذا أمكن للحيوانات سماع بعض الأحداث والمغيبات في عالم البشر، فليس يبعد كذلك سماعها لتعذيب الكافرين في قبورهم ونحو هذا من المغيبات لا سيما وقد أخبر الصادق المصدوق بهذه الحقيقة قبل أربعة عشر قرنًا من الزمان كما ثبت في الصحيحين وغيرهما: عَنْ أَنَسٍ -رضي اللَّه عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قَالَ: "الْعَبْدُ إِذَا وُضِعَ في قَبْرِهِ، وَتُوُلِّيَ وَذَهَبَ أَصْحَابُهُ حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالهِمْ، أَتَاهُ مَلَكَانِ فَأَقْعَدَاهُ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ في هَذَا الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّه وَرَسُولُهُ. فَيُقَالُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ، أَبْدَلَكَ اللَّه بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الْجَنَّةِ. قَالَ النَّبِي -صلى اللَّه عليه وسلم- فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا. وَأَمَّا الْكَافِرُ أَوِ الْمُنَافِقُ فَيَقُولُ: لَا أَدْرِي؛ كنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ. فَيُقَالُ: لَا دَرَيْتَ وَلَا تَلَيْتَ. ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ" (٢).

عن أبي الدرداء قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما طلعت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين: يا أيها الناس هلموا إلى ربكم؛ فإن ما قل وكفي خير مما كثر وألهى. ولا آبت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان يناديان يسمعان أهل الأرض إلا الثقلين: اللهم أعط منفقًا خلفًا وأعط ممسكًا تلفًا".

ولولا أنه يبعد على البشر معرفة هذه الحقيقة لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إلا الثقلين" لعرف ذلك الباحثون، ولكن الشواهد العلمية والدراسات تؤكد صدق ما أخبر به النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- كما قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ


(١) في مقال: (أممية الحيوانات) موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة (www.٥٥ a.net).
(٢) البخاري (١٢٧٣)، ومسلم (٢٨٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>