للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الواحدي: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ} للصَّلاة والقراءة {أَدْنَى} أقلَّ {مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ} أي: وتقوم نصفه وثلثه. (١)

قال الأصفهاني: الدنو: القرب بالذات، أو بالحكم، ويستعمل في المكان والزمان والمنزلة، قال تعالى: {وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ} (الأنعام: ٩٩)، وقال تعالى: {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (٨)} (النجم: ٨) هذا بالحكم (٢).

٢ - لذلك نقول: إننا لا نستطيع أن ننكر على من قال: (أدنى) بمعنى: أخفض لما سبق من أقوال العلماء المتقدمين على أن أدنى تعني: أقرب وكذلك تعني أخفض.

٣ - من أقوال العلماء السابقين أن كلمة (أدنى) الواردة في الآية هي بمعنى: أقرب؛ والسبب هو:

قال ياسر محمود الأقرع: وذلك انطلاقًا مما حملته معاجم اللغة من معانٍ لهذه الكلمة لا تكاد تخرج عن معنى القرب والدنوِّ، وظل مفسرو القرآن ودارسوه يتحدثون عن الإعجاز الغيبي في هذه الآية، ذلك أن اللَّه أخبرنا أن الروم سيهزمون الفرس في بضع سنين (من ثلاث إلى تسع سنوات)، وهذا ما شهده معاصرو نزولِ الآية بعد نزولها بتسع سنوات. ثم طالعنا بحثًا جديدًا يؤكد أن أهم مراحل الحرب التي أسفرت عن هزيمة الروم وخسارتهم كانت في أكثر مناطق العالم انخفاضًا، في حوض البحر الميت الذي يقع في منطقة تتقاطع فيها كل من: سورية، والأردن، وفلسطين، ويبلغ مستوى سطح الأرض في هذه المنطقة (٣٩٥) مترًا تحت سطح البحر، وهذا يعني أنها أدنى منطقة في الأرض.

ويذهب البحث إلى أن كلمة (أدنى) الواردة في قوله تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} لها معنى آخر هو: أخفض إضافة إلى المعنى الذي تعارف عليه المفسرون وهو


(١) الوجيز (١/ ١٠٥٤) - المزمل ١١)، انظر: تفسير ابن أبي زمنين (٢/ ٢٨١) - المزمل.
(٢) مفردات ألفاظ القرآن (١/ ٣٥٢) - كتاب الدال.

<<  <  ج: ص:  >  >>