وغير قابل للحياة، وهذا يعني أن اللَّه تعالى قد جعل للكرة الأرضية سطحًا ممهدًا.
فمثلًا إذا قلنا: انظر إلى هذه القبة كيف أن الذي صمَّمها وصنعها جعل لها سطحًا رائعًا فلا يعني هذا الكلام أن القبة أصبحت مستوية، بل جميع الأجسام تملك سطحًا.
إن هذه الدقة العلمية في استخدام الكلمات القرآنية هي ما نجده في قول الحق تبارك وتعالى:{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا}(النساء: ٨٢).
إن هذه الآية تقرر أننا إذا ما تدبرنا القرآن فلن نعثر فيه على آية تناقضات، وهذا دليل كافٍ على أنه كتاب اللَّه تعالى، إن كتب البشر نجدها تتحدث عن نظرية علمية، ثم يأتي عصر يثبتُ فيه خطأ هذه النظرية ورفضها تمامًا، بينما نجد القرآن صالحًا لكل زمان ومكان وميسَّر الفهم.
إنهم دائمًا يعترضون على الإعجاز العلمي للقرآن، لأنه يخاطبهم بلغة قوية هي لغة العلم، ولذلك فإنهم يلجئون إلى الكتب القديمة حيث كان متعذرًا وقتها فهم هذه الآيات كما نفهمها في ضوء المعارف الحديثة، ونقول لهم: لماذا تلزموننا بفهم القرآن كما فهمه المفسرون قبل مئات السنين، ولا تلزمون أنفسكم بفهم الكتاب المقدس كما فهمه القسيسون قبل عشرات السنين فقط عندما حددوا عمر الكون بسبعة آلاف سنة، ثم ثبت يقينًا أن عمره بلايين السنوات؟ !
إن ميزة القرآن الكريم أن البدوي في الصحراء كان لا يجد مشكلة في فهمه والتعامل مع كلماته ومعانيه، وعالم الذرة يفهمه أيضًا ولا يجد مشكلة في تدبره مهما تطور العلم، وعالم اللغة يفهم منه أشياء قد لا يفهمها غيره، وعالم الفلك قد يرى فيه حقائق لم يرها أحد من قبله، وهكذا هو كتاب شامل كامل لجميع البشر ولجميع العصور.
ونقول لكل من يظن أن النبي الكريم -صلى اللَّه عليه وسلم- هو من وضع القرآن - أن يعود للكتب السماوية السابقة والصحيحة ليجد فيها الحقيقة الإلهية المتمثلة بدعوة الحق تعالى لهؤلاء ليؤمنوا برسالة الإسلام، يقول عز وجل: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ