للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو إدارتها وهذا نص على تكوير الأرض (١).

قال يوسف الحاج أحمد: فإن اللَّه يكور الليل على النهار فيخفيه، ويكور النهار على الليل فيخفيه، وبين تكورهما على بعضهما نرى جرمًا كرويًا يتدحرج بينهما فيجمعهما يكوران على بعضهما، هذا الجرم هو الأرض، لنتصور أننا في منطقة النهار، وبعد ساعات سيغشى الليل هذه المنطقة، لكنه لا يغشاها بشكل عادي بل يكور تكويرًا، أي: ينحني بشكل كروي، ومن البديهي أن المنطقة يجب أن تكون كروية ليمكن فهم الكلام.

كانت الإنسانية تجهل هذا إلا بعض الخرافات التي كانت سائدة! فكيف عرفه محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- وأقره؟ !

تبين الآية الكريمة أن الليل والنهار خُلقا على هيئة التكوير، وبما أن الليل والنهار وَجَدَا على سطح الأرض معًا، فلا يمكن أن يكونا على هيئة التكوير، إلا إذا كانت الأرض نفسها كروية، فلو أن البقعة التي يغطيها النهار لا تساوي في المساحة القطعة التي يغطيها الليل لما شكلا معًا شكل كرة؛ بل الشرط الرفيع الفاصل بينهما سيكون على شكل هندسي آخر -بحسب مساحته على سطح الأرض- وهنا التعبير المعجز الدقيق: {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ} أي: نصف الكرة الأرضية نهار، والنصف الآخر ليل (٢).

قال الشعراوي: ثم نتأمل قول اللَّه تعالى: {يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ} لماذا استخدم اللَّه سبحانه وتعالى كلمة: (يكور)؟ لماذا استخدم اللَّه لفظ: (يكور)؟ ولم يقل: يبسط الليل والنهار ما دامت الأرض منبسطة؟ أو بغير الليل والنهار. . أو أي لفظ آخر؟

إنك لو جئت بشيء ولففته حول كرة فتقول: إنك كورت هذا القماش مثلًا أي: جعلته يأخذ شكل الكرة الملفوف حولها، وإذا أردت من إنسان أن يصنع لك شيئًا على شكل كرة فتقول له: خذ هذا وكوره؛ أي: اصنعه على شكل كرة.


(١) في الفصل (٢/ ٧٨ - مطلب بيان كروية الأرض).
(٢) انظر: موسوعة الإعجاز العلمي ليوسف الحاج أحمد (ص ٢٣٠ - ٢٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>