للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأرض كروية، فلو كانت الأرض مربعة أو مثلثة أو مسدسة أو على أي شكل هندسي آخر، فإنك تصل فيها إلى حافة لا ترى أمامك الأرض منبسطة، ولكنك ترى حافة الأرض ثم الفضاء، ولكن الشكل الهندسي الوحيد الذي يمكن أن تكون فيه الأرض ممدودة في كل بقعة تصل إليها هي أن تكون الأرض كروية؛ حتى إذا بدأت من أي نقطة محددة على سطح الكرة الأرضية ثم ظللت تسير حتى عدت إلى نقطة البداية فإنك طوال مشوارك حول الأرض ستراها أمامك دائمًا منبسطة، وما دام الأمر كذلك فإنك لا تسير في أي بقعة على الأرض إلا وأنت تراها أمامك منبسطة، وهكذا كانت الآية الكريمة {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا} لقد فهمها بعض الناس على أن الأرض مبسوطة دليل على كروية الأرض، وهذا هو الإعجاز في القرآن الكريم. . يأتي باللفظ الواحد ليناسب ظاهر الأشياء ويدل على حقيقتها الكونية؛ ولذلك فإن الذين أساءوا فهم هذه الآية الكريمة وأخذوها على أن معناها أن الأرض منبسطة قالوا: هناك تصادم بين الدين والعلم، والذين فهموا معنى الآية الكريمة فهمًا صحيحًا قالوا: إن القرآن الكريم هو أول كتاب في العالم ذكر أن الأرض كروية، وكانت هذه الحقيقة وحدها كافية بأن يؤمنوا؛ ولكنهم لا يؤمنون، وهكذا نرى الإعجاز القرآني. . فالقائل هو اللَّه، والخالق هو اللَّه، والمتكلم هو اللَّه. . فجاء في جزء من آية قرآنية ليخبرنا أن الأرض كروية، وأنها تدور حول نفسها. . ولا ينسجم معنى هذه الآية الكريمة إلا بهاتين الحقيقتين معًا. . هل يوجد أكثر من ذلك دليل مادي على أن اللَّه هو خالق هذا الكون؟ (١)

وقال الشعراوي:

١ - يأتي إنسان ويقول: الأرض مبسوطة. . ويستدل على ذلك بأن اللَّه سبحانه وتعالى يقول: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا} أي: بسطناها؛ لأن المد هو البسط، ولقد فهم أن هذه حقيقة قرآنية حتى إنه بعد أن خرج الإنسان خارج الغلاف الجوي للأرض ورآها كروية فإن هذا الرجل يرفض تصديق العلم، ويقول: لا، الأرض مبسوطة! هكذا قال


(١) "الأدلة المادية على وجود اللَّه" لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>