للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا السؤال من رجل ملحد، لا يؤمن بالغيب أصلًا، لكن كيف يجرؤ النصراني على قول هذا السؤال وهو يؤمن بأن هناك غيب وشياطين؟ !

ففي المعارف الكتابية:

يصور لنا العهد الجديد الشيطان بأنه شخصية خبيثة غير بشرية، ولكن الكثيرين لا يقبلون مفهوم وجود كائن اسمه الشيطان، وحجتهم في ذلك أن وجود شيطان حقيقي لا يمكن إثباته علميًا، ونحن نعترف أن الحقائق الروحية لا يمكن إثباتها بوسائل علمية طبيعية، وبناء عليه يمكن أيضًا رفض الإعلان الكتابي عن وجود اللَّه.

ثانيًا: إن اللَّه في هذه الآيات يخبرك بحقيقة غيبية لا بحقيقة علمية، والمتفحص في آيات اللَّه سيظهر له جليًا الفارق بين آية تتحدث عن حقيقة علمية وآية أخرى تتحدث عن حقيقة غيبية، فمثلًا عندما يقول اللَّه: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (٦)}، لاحظ أن اللَّه سبحانه وتعالى جاء بفعل غيبي هنا. . . فالسجود هو للَّه سبحانه وتعالى، فإن طلب النصراني أن نريه كيف يسجد النجم والشجر للَّه، طلبنا منه أن يرينا اللَّه أصلًا فليست كل آية يجئ اللَّه فيها بشيء مادي محسوس هي آية إعجاز علمي، ويمكن لأي أحد معرفة ذلك بسهوله شديدة من ملاحظة مجرى الآية.

ثالثًا: آيات الإعجاز العلمي تلاحظ أنها تصف حقيقة واقعة لا تأتي بشيء غيبي. . . مثل قوله تعالى في سورة (يس: ٤٠): {لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٤٠)}، هل هناك أي غيب في الآية؟ هل هناك ذكر لملائكة، أو شياطين، أو سجود للَّه تعالى، أو نار، أو جنة، أو يوم قيامة، أو ما إلى ذلك من علم الغيب؟ لا. . . إن الآية واضحة للغاية في أنها تورد حقيقة واقعة جاء العلم الحديث ليفاجئ بصحتها، بل يفاجئ بدقتها الشديدة أيضًا، فلا يوجد وصف أدق لحركة الكواكب والنجوم والشمس والقمر في الفضاء إلا بالسباحة في مسارات محددة لها توصف بالأفلاك.

وأيضًا كما في الآية الكريمة في سورة (الحج: ٥): {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ

<<  <  ج: ص:  >  >>