فلا يمكن أن يكون الرب إنسان، ولا حيوان، ولا جماد ولا نبات، ولا أي صورة يمكن الإنسان أن يتخيلها، فهو لا مثيل له، ليس كمثله شيء.
وقد أكد كتابهم على هذه النقطة عدة مرات حتى لا يلبس الشيطان على الناس أمر دينهم، فقال:"١٢ فَكَلَّمَكُمُ الرَّبُّ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَأَنْتُمْ سَامِعُونَ صَوْتَ كَلَامٍ، وَلكِنْ لَمْ تَرَوْا صُورَةً بَلْ صَوْتًا ... " فَاحْتَفِظُوا جِدًّا لأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لَمْ تَرَوْا صُورَةً مَّا يَوْمَ كَلَّمَكُمُ الرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ." (تثنية ٤/ ١٢ - ١٥).
وعندما طلب موسى من الله أن يراه: "٢٠ وَقَال: "لَا تَقْدِرُ أَنْ ترى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ لَا يَرَانِي وَيَعِيشُ". (الخروج ٢٣/ ٢٠).
فإذا كان الله روح، ولا يمكن أن يرى الإنسان هذا الروح لأن "١٨ الله لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ." فكيف يكون عيسى عليه السلام هو الله، وهل الله له جسد أو مولود من الجسد؟ الجواب بالطبع: لا "٦ الْمَوْلُودُ مِنَ الجْسَدِ جَسَد هُوَ، وَالمُوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ. "يوحنا ٣/ ٦. و "كُلُّ رُوحٍ يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ المُسِيحِ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الجسَدِ فَهُوَ مِنَ الله، ٣ وَكُلُّ رُوحٍ لَا يَعْتَرِفُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ أنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي الجْسَدِ، فَلَيْسَ مِنَ الله"(رسالة يوحنا (١) ٤/ ٢ - ٣)
فهذا نفي قاطع من عيسى عليه السلام، وتحذير أن يتخذه إنسان ما إله، لأنه مولود من جسد امرأة، فكان عظامًا وكان لحمًا.
أما الذين اتخذوا إنسانًا إلهًا وعبدوه بعد أن أنعم الله عليهم بنعمة العقل وعرفوا الإله الحقيقي الذين يدين ولا يدان، الحي الذي لا يصلب ولا يموت، القدوس الذي لا يهان، فهم من الأنجاس الخالدين في النار: "٢١ لأَنَّهُمْ لمَّا عَرَفُوا الله لَمْ يُمَجِّدُوهُ أَوْ يَشْكُرُوهُ كَإِلهٍ، بَلْ حَمِقُوا